معمارية الورق – زها حديد
كتبت:- مريم خميس عبد الهادي
من هى زها حديد؟
صاحبه انطلاق الثورة المعمارية فى العالم، والتى صُنفت من ضمن أقوى إمرأة فى العالم حيث حصلت على المركز الرابع فيها.
ولدت زها فى بغداد فى العراق سنة 1950، والدها السياسى ورجل الاقتصاد الراحل محمد حسين حديد ووالدتها فنانة تشكيلية محبة للفن، ولدت زها فى عائلة ثرية وعندما كانت فى عامها الحادى عشر صممت ديكور منزلها واكتشفت شغفها بالفن المعماري.
تلقت تعليمها فى مدرسة داخلية فى أوروبا وبالتحديد فى سويسرا وإنجلترا، تخصصت فى الرياضيات ودرستها فى الجامعة الأمريكية فى بيروت وأصبحت معيدة فيها لمدة عشر سنوات، ثم انتقلت إلى إنجلترا لتدرس فى أهم وأقدم مدارس العمارة فى العالم “الجمعية المعمارية فى لندن والتى تعرف ب AA”، وأصبحت أستاذة فى جامعة إلينوي فى شيكاغو، وأستاذة زائرة فى أشهر جامعات أوروبا وأمريكا منها هارفد وأوهايو وهامبورغ وغيرها الكثير.
بدأ يظهر تميزها فى هذا الوقت من خلال تصميماتها الفريدة التى لفتت انتباه أستاذتها؛ حيث قال عنها أحد أستاذة الجامعة “Elia Zenghelis” “إنها ألمع طالبة درس لها على الإطلاق”.
ولقبت فى المدرسة بمخترعة درجة 89؛ لعدم استخدامها الزواية القائمة فى تصميماتها، تخرجت زها من الجامعة عام 1997 وبعد سنتين من تخرجها فتحت مكتبها الخاص فى لندن؛ مما أثار ضجه فى الوسط المعماري بسبب تصميماتها الفريدة والمتميزة بانسياباتها؛ حيث كانت تهتم بالرؤية العامة لشكل المشروع..
ولكن لم تنفذ تلك المشروعات ولم تظهر للضوء لكثره الإنتقادات بسبب تفردها والثورة التى أحدثتها فى مجال العمارة بالإضافة إلى صعوبة التنفيذ لمحدودية الإمكانيات والحاجة إلى تكلفة باهظة الثمن لتنفيذ تلك المشاريع لم تكن متاحة وقتها؛ وبسبب ذلك أطلق عليها لقب “معمارية الورق” بسبب تصميماتها التى كانت تبنى على الورق بدلًا من الحقيقة.
تعرف أيضاً علي – بلقاسم حبة … “العربي الأكثر اختراعًا”
ولكن لم تستسلم زها للإنتقادات؛ حيث كانت من أول المعماريين الذين استخدموا الكمبيوتر بشكل كبير لرسم تصميماتها، والشيء الذى ساعدها بشكل كبير فى ذلك هو دراستها للرياضيات لأن لغة الكمبيوتر تعتمد بشكل أساسى على الرياضيات، بسبب دراستها للرياضة التقليدية.
عام 1994.
ظهرت تصاميم زها حديد للنور؛ حيث نفذت أول مشروع لها فى ألمانيا وهو “محطة إطفاء فيترا”، وحقق المشروع نجاح باهر لإنه كان عبارة عن كتلة ضخمة ومفككة وتحول لاحقًا إلى متحف لإعتباره لوحة فنية لمست الأرض.
كانت الإنطلاقة الأكبر فى مسيرتها عام 2003 عندما نفذ متحف الفن الحديث فى أوهايو، كان مسابقة فازت بها أمام عمالقة المجال المعمارى فى العالم.
فى عام 2004 فازت بجائزة “بريتزكر” والتى تعادل جائزة نوبل فى العمارة وكانت أول سيدة تمتلك تلك الجائزة.
وملأت مشاريعها وتصاميمها العالم أجمع وأصبحت فى الصف الأول مع معماريين ما بعد الحداثة.
وأصبحت مشاريعها تلفت إنتباه الجميع وتمثلت تلك المشاريع فى أن أصبح العالم يراها تعبر عن روح العصر ومستقبل العمارة.
كان عام 2007 ملئ بالنجاحات المتميزة بالنسبة لها؛ حيث تركت فى هذا العام بصمتها الاستثنائية،
وهى ظهور معايير مدرسة معمارية باسمها فى 2007 عندما نفذ تصميم متحف حيدر عليف الثقافى فى باكو الذى أصبح أيقونة فى العمارة وأصبح غلاف للمجالات وطبع على العملة الرسمية للدولة.
وصممت أيضًا جسر الشيخ زايد فى الإمارات المميز بالإضائة التفاعلية ليلًا والتى يعد واحد من أجمل الجسور فى العالم.
وفاة زها حديد
توفت زها فى عام 2016 وتركت لنا أعمالها باقية عندما نراها نعرف من صممها، ومازال مكتبها المعماري يعمل حتي الأن.
تعرف أيضاً علي – أوبرا وينفري.. ملكة وسائل الإعلام
وكان آخر الأعمال التى أشرفت عليها قبل وفاتها كان مبنى مقر مجموعة بيلة فى إمارة الشارقة فى الإمارات، وكان ذلك المقر يعمل فى تقنيات الطاقة البيئية المتطورة وتم وصف المبنى بأنه مجموعة متصلة من الكثبان الرملية.
وتركت بصمتها فى المغرب فى مسرح الرباط الكبير الموجود على ضفة نهر أبى رقراق فى مدينة الرباط الذى من المحتمل إفتتاحه هذا العام ويعد أكبر مسرح فى افريقيا الذى كان سبب فى وضع الرباط على خريطة العواصم الثقافية العالمية.
نفذت زها 950 مشروع فى 44 دولة حول العالم، وحصلت على 100 جائزة على رأسها جائزة بريتركز، ولكن لم تكن راضية عن بعض مشروعاتها التى نفذت فى بعض الدول العربية.
لم تعمل زها فى مجال تصميم العمارة فقط بل عملت أيضًا فى مجال تصميم الأثاث والأحذية وعرضت أعمالها فى أشهر المعارض العالمية.