أخبار متنوعة

قروض العالم: سيطرة الدول الكبرى ومخاطر الديون المتراكمة

قروض العالم: سيطرة الدول الكبرى ومخاطر الديون المتراكمة

كتبت : خولة الكلاحشي

تُعد القروض العالمية من أهم القضايا الاقتصادية التي تشغل بال العالم اليوم، حيث تبلغ قيمة الديون العالمية في الوقت الحالي حوالي 300 تريليون دولار، أي ما يعادل أكثر من 3 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتأتي الدول الكبرى في مقدمة الدول التي تمتلك أكبر حجم من الديون، حيث تبلغ ديون الولايات المتحدة الأمريكية وحدها حوالي 30 تريليون دولار، أي ما يعادل حوالي 100% من الناتج المحلي الإجمالي.

في السنوات الأخيرة، شهد العالم ارتفاعًا حادًا في حجم القروض العالمية. حيث بلغ إجمالي الدين العالمي في نهاية عام 2022 حوالي 327 تريليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 20% عن عام 2021. ويرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها:

شاهد أيضاً..

  • تداعيات جائحة كورونا

أدت جائحة كورونا إلى حدوث ركود اقتصادي عالمي، مما دفع الحكومات والشركات إلى الاقتراض من أجل مواجهة تبعات الجائحة.

  • التوسع النقدي

قامت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم بتوسيع برامجها النقدية، مما أدى إلى انخفاض أسعار الفائدة وجعل الاقتراض أكثر جاذبية.

  • الاستثمارات في البنية التحتية

تسعى العديد من الدول إلى تمويل مشاريع البنية التحتية الكبرى، مما يتطلب منها الاقتراض بكميات كبيرة.

الاستثمارات
الاستثمارات في البنية التحتية

تؤثر القروض العالمية على الاقتصاد العالمي بشكل كبير، حيث يمكن أن يكون لها آثار إيجابية أو سلبية. ففي الجانب الإيجابي، يمكن أن تساعد القروض في تمويل الاستثمارات وتحفيز النمو الاقتصادي. كما يمكن أن تساعد في دعم الاستقرار المالي من خلال توفير السيولة للأسواق.

أما في الجانب السلبي، يمكن أن تؤدي القروض إلى ارتفاع مستويات الدين، مما قد يؤدي إلى مشاكل اقتصادية مثل التضخم وانخفاض معدلات النمو. كما يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستقرار المالي، حيث قد تؤدي إلى انهيار الأسواق المالية إذا لم يتم سداد القروض في الوقت المحدد.

  • تأثير الدول الكبرى

بالإضافة إلى ذلك تلعب الدول الكبرى دورًا مهمًا في سوق القروض العالمية. حيث تمتلك هذه الدول احتياطيات نقدية كبيرة، مما يجعلها قادرة على اقتراض الأموال بأسعار فائدة منخفضة. كما أنها تتمتع بدرجة عالية من الثقة من المستثمرين، مما يجعلها قادرة على إصدار سندات بشروط مواتية.

ونتيجة لذلك، تتمتع الدول الكبرى بقدر أكبر من النفوذ في سوق القروض العالمية. حيث يمكنها أن تؤثر على أسعار الفائدة وأسعار الصرف، كما يمكنها أن تدفع الدول الأخرى إلى الاقتراض بشروط غير مواتية.

مخاطر الديون المتراكمة :-

حيث أن تتمثل إحدى أهم المخاطر المرتبطة بالقروض العالمية في تراكم الديون. حيث يمكن أن يؤدي تراكم الديون إلى مشاكل اقتصادية مثل التضخم وانخفاض معدلات النمو. كما يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار المالي، حيث قد تؤدي إلى انهيار الأسواق المالية إذا لم يتم سداد القروض في الوقت المحدد.

وهناك عدد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تراكم الديون، كارتفاع معدلات الفائدة التي تؤدي إلى زيادة أعباء خدمة الدين على الدول والشركات.

الركود الاقتصادي، الذي يمكن أن يؤدي الى إلى انخفاض الإيرادات الحكومية وزيادة النفقات، مما يؤدي إلى زيادة العجز المالي وارتفاع مستويات الدين.

وكذلك الاستثمارات غير المجدية يمكن أن يؤدي الاستثمار في مشاريع غير مجدية اقتصاديًا إلى زيادة أعباء الدين على الدول والشركات.

شاهد أيضاً..

علاوة على ذلك تمثل القروض العالمية قوة اقتصادية مهمة لها آثار إيجابية وسلبية على الاقتصاد العالمي. ويجب على الدول والشركات أن تكون على دراية بالمخاطر المرتبطة بالقروض، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لتجنب تراكم الديون.

وفيما يلي بعض التوصيات التي يمكن أن تساعد في الحد من مخاطر الديون المتراكمة:

  • ١ – تعزيز الشفافية والإشراف على سوق القروض العالمية:

من خلال تعزيز الشفافية والإشراف على سوق القروض العالمية، يمكن تحسين قدرة الحكومات والشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الاقتراض.

  • ٢ – اتباع سياسات مالية سليمة:

عن طريق اتباع سياسات مالية سليمة، يمكن للحكومات الحد من العجز المالي وزيادة الإيرادات، مما يساعد على تقليل أعباء الدين.

  • ٣ – التركيز على الاستثمارات المجدية:

التركيز على الاستثمارات المجدية اقتصاديًا، يمكن للحكومات والشركات تجنب الاستثمار في مشاريع غير مجدية تؤدي إلى زيادة أعباء الدين.

تابعنا أيضاً هنا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock