كتبت: بومهدي نجاة
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي منصة مثالية للتعبير عن الأفكار والآراء والإبداع، ويلعب صناع المحتوى دورًا كبيرًا فى تشكيل هذه البيئة الرقمية؛ فهم يمتلكون القدرة على جذب انتباه الشباب ونقل رسائلهم بشكل فعال، سواء كانت تعليمية، ترفيهية، أو حتى إلهامية، من خلال تواجدهم الدائم على منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث يمكن للشباب أن يشعروا بقربهم وانتمائهم لمجتمع أوسع، ومن جهة أخرى، يمكن أن يكون لهذا التأثير جوانب سلبية على الشباب، مثل تشويه الصورة الذاتية وتأثيره السلبي على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.
صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي
صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي هم الأفراد أو الجهات التى تقوم بإنشاء ونشر المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، وسناب شات، ويوتيوب، وغيرها. يمكن أن يكون هؤلاء الصناع من مختلف الخلفيات والمجالات، ويقدمون محتوى يتنوع بين النصوص، والصور، والفيديوهات، والقصص المصورة، وغيرها، بغرض توجيه رسالة معينة، أو تقديم معلومات، أو تسلية الجمهور، ومن أمثلة صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي:
– اليوتيوبرز والمدونين:
الذين ينشرون محتوى فيديوهات ونصوص على يوتيوب ومدوناتهم الشخصية.
– المؤثرون الاجتماعيين:
الذين ينشرون محتوى على منصات مثل انستغرام وتويتر ويتمتعون بجماهير كبيرة يؤثرون عليها.
– الصحفيون والكتّاب:
الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مقالاتهم والتفاعل مع الجمهور.
– الفنانون والمصممون:
الذين يشاركون أعمالهم الفنية والتصاميم الإبداعية على وسائل التواصل الاجتماعي.
التأثير الإيجابي لصناع المحتوى على الشباب
يمكن أن يكون لصناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي تأثير إيجابي كبير على الشباب فى عدة جوانب، منها:
– توسيع آفاق المعرفة:
يقدم صناع المحتوى محتوى متنوع يمكن أن يساعد الشباب على توسيع آفاقهم وزيادة معرفتهم فى مجالات مختلفة مثل التعليم، الثقافة، الفن، وغيرها.
– تحفيز الإبداع والابتكار:
يلهم الشباب صناع المحتوى من خلال مشاركتهم لأفكار جديدة وإبداعية؛ مما يشجع الشباب على تطوير مهاراتهم والتعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي.
– التأثير الاجتماعي الإيجابي:
يمكن لصناع المحتوى أن يسهموا فى تعزيز الوعي بقضايا اجتماعية هامة مثل حقوق الإنسان، الحفاظ على البيئة، وغيرها؛ مما يشجع الشباب على المشاركة الفعالة فى المجتمع.
– توجيه السلوك الإيجابي:
من خلال نشر محتوى ايجابي وملهم، يمكن لصناع المحتوى أن يساهموا فى توجيه الشباب نحو سلوكيات صحية وإيجابية فى حياتهم.
– بناء مجتمع افتراضي صحي:
يمكن لصناع المحتوى أن يسهموا فى بناء مجتمع افتراضي يتسم بالاحترام والتفاعل الإيجابي؛ مما يعزز الإنتماء الاجتماعي والشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
تعرف أيضا علي…المثالية تأتي مع الحدود… أخلاقيات الذكاء الاصطناعي “الحدود اللإنسانية”
التأثير السلبي لصناع المحتوى على الشباب
من جهة أخرى قد يكون لصناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي تأثير سلبي على الشباب فى بعض الحالات، منها:
– تقديم صورة غير واقعية عن الحياة:
يمكن أن يعرض المحتوى الذي ينشره صناع المحتوى صورة مثالية وغير واقعية عن الحياة؛ مما يؤدي إلى شعور الشباب بعدم الرضا عن أنفسهم وحياتهم الحقيقية.
– التأثير السلبي على الصحة النفسية:
يمكن أن يؤدى التعرض المفرط للمحتوى السلبي إلى زيادة مشاكل الصحة النفسية، مثل القلق والاكتئاب وإنخفاض الثقة بالنفس.
– الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي:
قد يسهم المحتوى الملهم فى خلق إدمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية والأداء الأكاديمي والصحة العامة.
– الترويج للسلوكيات الضارة:
قد يشجع بعض صناع المحتوى على تقديم محتوى يروج للسلوكيات الضارة مثل التطرف، أو التنمر الإلكتروني، أو استخدام المخدرات.
– فقدان الخصوصية:
يمكن للشباب أن يكونوا عرضة لفقدان الخصوصية عندما يشاركون معلومات شخصية كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما قد يؤثر على سلامتهم وأمانهم الشخصي.
ختامًا، ينبغي على الشباب أن يكونوا على دراية بتأثير صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي وأن يتبنوا موقفًا مناسبًا تجاههم، يمكن أن يشمل ذلك إتباع حسابات تقدم محتوى إيجابي وملهم والإبتعاد عن المحتوى السلبي أو الضار.
كما يمكن أن يكون من النافع مشاركة الإهتمامات الحقيقية والنشاطات الإيجابية على منصات التواصل الاجتماعي، بدلًا من التركيز على السباق الدائم للإنطباع بالآخرين.