سلاح المقاومة الفلسطينية – عتاد قليل وبركة كثيرة
كتبت:- غيداء شحرور
منذ بدء معركة “طوفان الأقصى”، سطرت المقاومة الفلسطينية ملاحم أسطورية، وحققت إنجازات على ساحة الميدان فاقت توقعات إسرائيل والعالم بأسره. فمنذ بدء الحرب استطاعت المقاومة من السيطرة على عدد من المستوطنات الواقعة في غلاف غزة، وتمكنت من خوض اشتباكات برية وجوية وبحرية، نتج عن تلك الاشتباكات أكثر من 1100 قتيل، ومئات الإصابات، وعشرات الرهائن. الأمر الذي أدى إلى استغراب البعض عن حقيقة قوة المقاومة، وكيف تمكنت من إحراز انتصار ملحوظ، وضرب المنظومة الأمنية في إسرائيل.
أصل الحكاية، في عام 1987م وبالتزامن مع الانتفاضة الأولى تأسس الجناح العسكري لحركة حماس، لدعم المقاومة الفلسطينية، حيث أخرج عدد من الشيوخ على رأسهم الشيخ أحمد ياسين، وفي مقابلة تلفزيونية مع ياسين ذكر أنه أنفق الكثير من وقته حتى يربي جيلا مقاوم ، يدرك أن فلسطين من النهر إلى البحر. الجدير بالذكر أن الحركة في بدايتها لم تلق اهتمام إسرائيل ولا العالم، إلا أنه وبعد المعارك الكثير التي خاضتها مع إسرائيل، بدأت تفتح إسرائيل عينيها على حماس لتصبح بعد ذلك رعبا لها. شكلت الحركة منذ تأسيسها النواة الأولى والأساسية لبناء جيش شبه منظم.
بدأت المقاومة بإمكانات بسيطة، فكانت تخوض اشتباكاتها مع جيش الاحتلال باستخدام الرصاص وقنابل يدوية الصنع، لكنها سرعان ما أخذت تتطور من نفسها حتى تمكنت من إحراز قفزة نوعية في الإمكانيات، حيث تمكنت من صنع صواريخ يدوية، وصفتها إسرائيل “بالبدائية “. شكل انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005م، الفرصة الكبرى لحركة المقاومة من أجل تطوير نفسها.
تعرف أيضاً علي – جيش الاحتلال يتوعد للفلسطينيين “أصحاب الأرض” بضياع فرصة الفرار
في بادئ الأمر، استخدمت حماس الذخائر الإسرائيلية التي جمعتها بعد الانسحاب من أجل إنتاج الصواريخ. وبعد أن فرصت إسرائيل حصارا خانقا على غزة عام 2007م، أصبح هناك تشديدات كبيرة على الذخائر التي تدخل إلى القطاع.
تلك الإجراءات الخانقة دفعت المقاومة الفلسطينية إلى الصناعة اليدوية للذخائر، وبفضل الخبرة العالية التي امتلكها مهندسو المقاومة تمكنوا من إنتاج صواريخ بعيدة المدى، وتحقيق تطور في الإنتاج العسكري.
والجدير بالذكر أن الصواريخ المقاومة تمكنت من اختراق الدرع الواقعي التي تحصن إسرائيل مستوطناته به، والتي وضعت عليه تكاليف عالية جداً.
وفي معركة “طوفان الأقصى”، أظهرت المقاومة الفلسطينية قدرتها العالية في ميادين الحرب، وظهر ذلك جليا في النجاحات التي حققتها على أرض الواقع، رغم قلة العتاب والقدرات العسكرية، حيث استخدمت حماس خلال معركة الطوفان، مجموعة من الأسلحة التي صنعت محليا من بينها:- شواظ (عبوات مضادة للمدرعات)، أبابيل (طائرات مسيرة)، سجيل (صواريخ بعيدة المدى)، مُتبر (منظومة مضاد طيران)، شهاب (طائرات مسيرة استشهادية)، رجوم (صواريخ قصيرة المدى).
رغم العتاب القليل إلا أن البركة كبيرة، ففي ظل الحصار الذي تواجهه المقاومة في قطاع غزة، وعدم وجود إمدادات عسكرية كبيرة كالتي تحصل عليها إسرائيل في حروبها، إلا أن المقاومة استطاعت تحقيقات نجاحات مبهرة، ولكن رغم الطفرة العسكرية القوية والنجاحات، سيبقى هناك تحد كبير يواجهه المقاومة الفلسطينية في غزة، وهو الاستمرارية في التطوير والتقدم حتى تتماشى مع التطورات العسكرية في إسرائيل.