مقالات

ذكرى الطوفان الأولى

كتبت: أسماء أشرف

فى الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، وبعد مرور عام على حرب الإبادة الحالية…هل هُزم الفلسطينيون؟

 

 

منذ عام ويعيش الفلسطينيون تحت وطأة حرب غاشمة تحرق في طريقها كل ما يقابلها من الأخضر واليابس، بل وحتى العظام البشرية.

 

فمنذ بداية الحرب على غزة ويتجرع الفلسطينيون مرارات الخذلان وويلات الحرب مجتمعة، ويتفنن العدو الصهيوني في ممارسة أبشع صنوف التعذيب عليهم؛ حيث إنه وعلى مدار العام، استخدم ضدهم أسلحة محرمة دوليًا كالفسفور الأبيض، واستغلهم كأهداف لاختبار الأسلحة الحديثة وتجريبها عليهم، واستخدمهم كدروعٍ بشرية واغتصب أسراهم.
وانتقل الإجرام ليصل لمرحلة أخرى، من دك مراكز الإيواء على رؤوس نازحيها، واستهداف المستشفيات والمدارس، بل وحتى المساجد وخيام النازحين وحرقها بمن فيها؛ حتى رأينا أجساد الشهداء مقطعة لأشلاء توزن بالكيلو جرامات وتُسلم مجمعة لتُدفن.

 

ولم يتوقف العدوان هنا على مجرد القتل وهدم المنازل والبنى التحتية، بل وصل لسياسات التجويع البشعة واتباع حرب من نوع آخر..وهى حرب المجاعات.

فلم يكتفوا بتشريد العائلات وإجبارهم على النزوح من منازلهم، ولم يكتفوا باقتحام المستشفيات وقتل وإعتقال طواقمها الطبية، ولم يكفيهم استهداف الآمنين وطواقم الإسعاف والدفاع المدني، بل وحتى الصحفيين، لم يكتفوا بمسح عائلات كاملة وإبادتها، لم يكتفوا بالحرق والقتل والتدمير، ولم تكفيهم كل الأشلاء والدماء؛ فقرروا بأن يقتلوهم جوعى وبأمعاء خاوية…قرروا أن يقتلوهم بجسدٍ هزيل يطوق لكسرة خبز أو شربة ماء.

 

ليصاب الاحتلال بعدها بالسادية والغطرسة، ويتمادى أكثر في القتل والتخريب، بعدما لم يجد له رادع.

 

ولكن وبالرغم من كل هذا، مازال الفلسطيني صامد يدافع عن حقه ووجوده، بالرغم من كل الخذلان، مازلنا نراهم ناجين من تحت الأنقاض يتحدثون بصوت الحق ويرددون عبارات تُدّرس فى الشجاعة والاستبسال.

 

وعلى الجانب الآخر، نجد المحتلين الصهاينة الطرف الأكثر جبنًا ورعبًا وانهزامًا، وذلك بالرغم من الدعم الأمريكي والأوروبي لهم.
نراهم مغلوبون بالرغم من انتصارهم الظاهرى للبعض، متنازعين فيما بينهم بالرغم من تماسكهم الظاهر، واثقون من هزيمتهم واندثارهم بالرغم من ترديدهم عكس ذلك أمام الملأ.

 

 

تعرف أيضا علي…سلاح التجويع: الامتداد التاريخي لأكثر الأسلحة وحشية من اليونان حتى غزة

 

ليتجلى هنا التساؤل…من المنتصر في هذه الحرب؟

 

 

في كتابه “انهيار إسرائيل من الداخل” يقول الدكتور “عبدالوهاب المسيرى” نقلًا عن الكاتب الإسرائيلي”يورى أفنيرى”، مشبهًا الحال بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، بملاكمان في حلبة القتال “أحدهما بطل الوزن الثقيل، والآخر وزن الريشة. ويتوقع الجميع أن يقوم البطل بتسديد ضربة قاضية تقضى على غريمه الهزيل في الجولة الأولى. ولكن وبأعجوبة تنتهى الجولة الأولى، والضربة القاضية لم تُسدَّد بعد، ثم الجولة الثانية، ويستمر نفس الوضع. وبعد الجولتين الثالثة والرابعة لايزال خفيف الريشة واقفًا، مما يعنى أنه هو الرابح الحقيقي، لا بالضربة القاضية ولا بالنقط، وإنما لمجرد أنه لايزال واقفًا ومستمرًا فى الصراع مع غريمه القوى”.

 

وهكذا الحال بالنسبة لكل فلسطيني يقف خالى اليدين أعزل، أمام محتل غاشم يمتلك كل وسائل الإبادة، وبالرغم من تفوق الاحتلال عددًا وعتادًا، إلا أن الفلسطيني لايزال واقفًا بشجاعة واستبسال، يدافع عن حقه ويتلقى الضربات نيابةً عن أمة غافلة.

 

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock