كتب : أحمد سمير
هذا ما يتحدث عنه التوقيت والحدث فمع عودة الهجمات الإرهابية لمنطقة ممتلئة بالثغرات الأمنية الأمر الذى ينذر بكارثة تحلق بالأفق على منطقة الساحل الإفريقي .
بعد فترة من السكون تجددت الهجمات الإرهابية على المنطقة بعد أن تمكن جيش البلدين من فرض سيطرة أمنية ملحوظة الأمر الذى ينذر بخطر كبير تجاه منطقة الساحل من قبل الجماعات الإرهابية.
مع نهاية الإسبوع الماضي كانت مجموعة ” تحرير مآسينا ” المسلحة والتابعة لتنظيم القاعدة بشكل غير مباشر لكونها منشقة من جماعة “نصر الإسلام والمسلمين ” ، بتنفيذ عدد من الهجمات على البلدين وأفقدتهما طبقا لوصف عدد من المصادر خسائر فادحة .
هذا وقد تتمركز هذه الجماعات بشكل أساسي وسط مالى وشمال بوركينا فاسو، حيث قاموا الأحد الماضي بالهجوم على ثكنة عسكرية تابعة للجيش المالى بمنطقة ” الملكة شمال غرب مالى ، بالقرب من الحدود مع موريتانيا ” وأكدت مصادر مقربة من الجماعة الإرهابية بأنهم قد كبدوا الجيش المالى خسائر بشرية كبيرة والإستلاء على من قطع الإسلحة والذخائر.
وتأتى هذه الهجمات فى محاولة للسيطرة على المنطقة مرة أخرى بعد فترة طويلة من السكون الملحوظ والذى قد حاولت فيه جيوش دول الساحل الإفريقي إثبات السيطرة وفرض الأمن على أراضيهم ، وذلك بعد حدوث عدد من الإنقلابات العسكرية المتتالية فى السنوات الأخيرة والتى أسفرت على طرد القوات الغربية المتمثلة فى ” أمريكا وفرنسا ” مما عرضهم لأجهزة مباشره مع المجموعة الإقتصادية لدول غرب افريقيا “إيكواس” والمجموعة الغربية بقيادة فرنسا ، وقد شكلت البلدان الثلاث تحالفا أمنيا وإقتصاديا عززته مع تحالف غربى آخر مع روسيا لسد الفراغ الغربى بالمنطقة ، وقد أثارت الهجمات الإرهابية الأخيرة عدد من التساؤلات حول عودتها للمنطقة مرة أخرى .
وقد أكد خبراء سياسيين أن ما يحدث بالمنطقة إستغلال ضعف جيوش المنطقة فى سد الفراغ الأمنى الذى تركته القوات الغربية المتمثلة فى دولار أمريكا ، وفرنسا ، بعد خروجها من البلاد .
ويرى الكاتب الصحفى المالى “درامى عبدالله” أن الإشتباكات التى تشهدها المناطق الحدودية بين مالى والجزائر ستجعل باماكو تضطر لتقبيل الايادى الملطخة ، على حد تعبيره ، موضحا أن الهدف من هذه الهجمات هى قبول مالى بالقواعد الدولية الجديدة ، وأن الإمبريالية الدولية لم تتمكن حتى الآن من استحسان خروج الساحل الإفريقي من قبضة فرنسا وحلفائها ، وأن الحكومات العسكرية فى الساحل كانت تعلم منذ اللحظة الأولى من وصولها سدة الحكم مقاييس درجات الغضب الدولى عليها ، فلم تتفاجىء بتنفيذ تلك العمليات الإرهابية ولا بتوقيتها .
تعرف أيضاً علي – “التعليم”..جدول امتحانات الثانوية العامة للدور الثاني
معتبرا أن محاولة الإنقضاض على مدينة ” تنزاواتن ” شمالى مالى فضحت مدعى الديموقراطية معلقا أن سكوتهم أمام الحماقة الأوكرانية التى تساعد الجماعات الإنفصالية الازوادية بالبلاد بوصلة حددت شعوب المنطقة ، وأن تجاهل الذى حدث يعطى انطباع بأن الأمور تجرى عكس إرادة الإدارات الغربية ، وأن السبب الوحيد الكامن وراء ما يحدث من مؤامرات هو خنق وتحديد إمكانيات الإرادة الشعبية الساحلية وإعادة الثورة إلى نقطة البداية .
وفى نفس السياق يرى العضو المؤسس للحركة الوطنية للأزودا ” بكاى أغ أحمد ” أن هناك تسليحا غير مباشر للجماعات الإرهابية بالمنطقة .
معتبرا بقوله لم نشهد ضحايا أو أسرى بل رأينا سيارات وذخائر لتهيئة الدور لهذه الجماعة كى تتولى مسؤولية حماية الأمن القومى ، لهذه الدول من خطر هجوم الحركات الازوادية ، ملفتا أن تنظيم القاعدة يسجل حضورا فقط وهدفه ليس تحرير مالى ، أو أزواد معتبرا أن ما يحدث هو خلق بلبله وخلط الأوراق وتشوية نضال الشعب الأزوادى.
وفى سياق متصل كان الكاتب الصحفي الموريتاني “عبد الله إمباتى ” المتخصص فى شوؤن غرب أفريقيا أن تنظيم القاعدة وداعش بمنطقة الساحل مختلفان من جهتى الأيديولوجية والهيكل فى حربهما المتبعة ضد الحكومات الحالية ، وأن تواجد تنظيم القاعدة بدول الساحل هو فى الأصل عبارة عن مجموعات صغيرة بايعت التنظيم مؤكدا تواجدها فى شكل تحالف تحت مسمى “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” ، وأن ما بالداخل ليسوا سوى مجموعات من ضمنها ” حركة تحرير ماسينا ” ومجموعة أخرى توجد فى منطقة بالشمال بمنطقة ” تمبكتو ” وفق الخبير الذى ربط إعادة هذه الهجمات بخروج الأمريكيين والفرنسيين ، وأن تواجد إستخبراتهما قد مكنت من اضعاف تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل ، فمن وجهة نظرة أن هذه الحركات المنطوية تحت التنظيم أصبح لديها حرية كبيرة لتنفيذ عملياتها بعد خروج القوات الغربية منها .
حيث كانت تعتمد جيوش الدول الثلاث على القوات الأمريكية ، والفرنسية لضعف تسليحها وإمكانيتها العسكرية ، وأن الأمر قد إتضح بعدم قدرة هذه الدول وحدها على محاربة الإرهاب بعد غياب خبرات القوات الغربية المتمثلة فى أمريكا وفرنسا لخوضهم مثل هذه المعارك فى الماضى والقيام بتصفية العديد من قيادة هذه التنظيم ، وقطع خطوط الإمداد إليها ، محمل المسؤلية لقادة دول الساحل الثلاثة على هذا التدهور الأمنى .
هذا وقد تحدث فى هذا الشأن أيضا الباحث السودانى فى الشأن الإفريقى “محمد تورشين ” فقد إعتبر أن عودة مثل هذه الهجمات الإرهابية بمنطقة الساحل الإفريقي تبعث رسائل للحكومات بعودة مثل هذه التنظيمات بشدة لإستئناف نشاطها ، وأنها قد استغلت ضعف إمكانيات جيوش هذه المنطقة والفراغ الأمنى بها والذى تزامن مع خروج القوات الغربية منها حيث كانت تقوم بعدة أعمال هامه بالمنطقة ، لافتا إلى أن التوقيت يرجع لمحاولة سد الفراغ مع دول أخرى مثل إيران وتركيا وروسيا وغيرها ، وأن الجماعات هذه قد إستغلت عدم ترسخ العلاقات مع الدول الحليفة الجديدة لإستئناف عمليتها وبعث رسائل سياسية وعسكرية ، فى ظل إنشغال الحكومة المالية بخلافتها مع مجموعة الأزواد الإنفصالية .