كتبت: بومهدي نجاة
تأجير الأرحام وزراعتها، المعروفان بشكل أوسع باسم “الأمومة البديلة”، هما موضوعان مثيران للجدل فى العديد من الثقافات والمجتمعات حول العالم، ويتضمن هذا النوع من الإجراءات استخدام جسم امرأة أخرى لحمل وإنجاب طفل بدلًا من الأم البيولوجية، ويتم ذلك من خلال عملية طبية تقوم بزراعة الجنين المخصب فى رحم المرأة المؤجرة؛ حيث تحمل الجنين وتنجبه بعد الولادة.
ما معنى تأجير الأرحام؟
تأجير الأرحام أو الأمومة البديلة هو عملية تتضمن اتفاقًا بين إمرأة تتفق على حمل وإنجاب طفل نيابة عن شخص آخر أو زوجين لا يمكنهما الإنجاب بشكل طبيعي، تقوم المرأة المؤجرة التى تعرف بـ”الأم المحتضنة”، بحمل الجنين المخصب من بويضة من الأم البيولوجية أو بويضة متبرعة، ومن ثم تلده بعد ولادته.
تختلف قوانين وتفاصيل هذه العملية من بلد لآخر وفقًا للتشريعات والقوانين المحلية.
ما معنى زراعة الرحم؟
زراعة الأرحام تشير إلى عملية طبية تتضمن زراعة رحم صحي فى جسم إمرأة لا تمتلك رحمًا أو لا يمكن إستخدام رحمها بسبب مشاكل صحية، يتم إستخدام هذه العملية لمساعدة النساء اللاتي يعانين من عدم القدرة على الحمل والإنجاب بشكل طبيعي بسبب غياب الرحم أو وجود مشاكل صحية تمنع استخدامه.
ويتم فى هذه العملية زراعة الرحم المستقبل فى جسم المريضة المستلمة، وتتبع ذلك عملية تأخذ فى الإعتبار التحضيرات اللازمة للرحم ونظام المناعة لضمان نجاح الزراعة.
تعد زراعة الأرحام إجراءً طبيًا معقدًا ولكنه قد يكون حلًا للنساء اللاتي يعانين من العقم الناتج عن عدم وجود رحم صالح للإستخدام.
تعرف أيضا علي…فرقة الحشاشين وأشهر اغتيالاتهم
ما هى المخاطر الصحية لتأجير وزراعة الأرحام؟
تأجير الأرحام وزراعتها قد ينطوي على مخاطر صحية للأم المحتضنة والأطفال الناتجين عن هذه العمليات، ومن بين المخاطر الصحية الرئيسية:
– مخاطر الحمل والولادة:
قد تكون الحمل والولادة مجهدة على الجسم، وقد تتعرض الأم المحتضنة لمضاعفات صحية، مثل إرتفاع ضغط الدم، وسكري الحمل، والتشنجات الحملية.
– المضاعفات الجراحية:
قد تتطلب عملية زراعة الرحم إجراء جراحي كبير؛ مما يزيد من خطر المضاعفات الجراحية، مثل العدوى ونزيف الجراحة.
– مشاكل نمو الجنين:
قد تواجه الأم المحتضنة مشاكل فى نمو الجنين أو مضاعفات تتعلق بالحمل تؤثر على صحة الجنين.
– التأثير النفسي:
قد تكون تجربة تأجير الأرحام وزراعتها مؤثرة على الصحة النفسية للأم المحتضنة، خاصةً بعد ولادة الطفل وفصلها عنه.
– المخاطر النفسية للطفل:
قد يواجه الطفل الناتج عن تأجير الأرحام تحديات نفسية نتيجة للعلاقة الفريدة بينه وبين الأم المحتضنة.
– التداخلات الطبية:
قد تحتاج الأم المحتضنة أو الجنين المحمل إلى تداخلات طبية إضافية خلال الحمل وبعد الولادة؛ مما قد يزيد من مخاطر العملية.
ما هو رأى القانون حيال تأجير الأرحام؟
تختلف قوانين تأجير الأرحام من بلد لآخر، وفى العديد من البلدان، تعتبر هذه الممارسة غير قانونية أو تخضع لقيود صارمة، وهناك بعض البلدان التى تسمح بتأجير الأرحام ولكن بشروط محددة.
إليك نظرة عامة على بعض التطورات القانونية فى هذا الصدد:
– الولايات المتحدة:
تختلف تشريعات تأجير الأرحام من ولاية لأخرى، بعض الولايات تسمح بالتأجير بشروط صارمة، بينما تعتبر ولايات أخرى هذه الممارسة غير قانونية، فى العديد من الولايات التى تسمح بالتأجير؛ حيث يكون التعامل مع الأم المحتضنة بوساطة وتحت إشراف وكالات خاصة مرخصة.
– الهند:
فى الهند، كانت قضية تأجير الأرحام قانونية حتى عام 2018، عندما أصدرت المحكمة العليا قرارًا يمنع هذه الممارسة بإعتبارها غير أخلاقية وتجارة بشرية.
– المملكة المتحدة:
فى المملكة المتحدة، يُسمح بتأجير الأرحام بشروط صارمة، بما فى ذلك أن يكون التعاقد غير مدفوع، ويكون بغرض المساعدة الإنسانية وليس للربح.
– كندا:
تختلف تشريعات تأجير الأرحام فى كندا من مقاطعة لأخرى؛ حيث تسمح بعض المقاطعات بها بشروط صارمة، بينما تعتبرها مقاطعات أخرى غير قانونية.
تُظهر هذه الأمثلة أن تأجير الأرحام قضية معقدة قانونيًا تختلف فى التنظيم والقوانين من بلد إلى آخر، وتحمل معها العديد من التحديات القانونية والأخلاقية التى تحتاج إلى توازن دقيق بين الحقوق والمسؤوليات لجميع الأطراف المعنية.
على الرغم من الفوائد البالغة التيى يمكن أن يوفرها تأجير الأرحام وزراعتها، إلا أن هذا الموضوع يثير العديد من القضايا الأخلاقية والقانونية، وتتعلق القضايا الأخلاقية بأخلاقيات إستخدام جسم امرأة أخرى للإنجاب، بالإضافة إلى العلاقة العاطفية بين الأم المؤجرة والطفل الذى تحمله.
أما القضايا القانونية، فتتعلق بتنظيم وتشريعات التأجير والزراعة فى العديد من الدول؛ حيث تختلف القوانين من دولة إلى أخرى.