مقالات

بين لعنة التاريخ وحتمية الزوال…إسرائيل تنتظر نهايتها الموعودة

كتب : مصطفى نصار

 

 

من نبوءة أحمد ياسين لترامب…اجماع الأضداد على زوال إسرائيل

 

في عام 1993 وتحديدًا في حلقة من برنامج شاهد على العصر، تنبأ الشيخ أحمد ياسين بزوال إسرائيل بحتمية زوال الكيان اللقيط بين 2025: 2027، واستدل على ذلك بدورات تحسن وتطور الأجيال المتعاقبة حتى يأتي جيل التحرير كما حدث في القرآن الكريم مع قصة بني إسرائيل وتيهم في الصحراء ل40عام، ثم استقواء الجيل التالي ليمحو خنوع ومهانة أجدادهم.

 

وهو ما نجده حاصلًا بتجل مع الكيان الإسرائيلي بصورة تتناقض كليًا لما يحدث في فلسطين التاريخية خاصةً على المستوى الديمغرافي والجغرافي والاجتماعي.

 

 

وعلى نقيض ذلك، جاءت نبوءة دونالد ترامب على مستوى آخر من الأسباب؛ فترامب أراد دعمه سياسيًا من اللوبي والجماعات الصهيونية الداعمة للسياسة اليمينة له، فجاءت نبوءته متوافقة مع مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين مع مناقضة كاملة في النوايا والقراءة؛ فترامب قرأها اقتصاديًا وتجاريًا لخسارة شركات إسرائيل الكبرى أموالها وخسارة الشيكل أكثر من ثلث قيمته وإغلاق الشركات الإسرائيلية في شمال الكيان تأثرًا بهجوم حزب الله عليهم، بينما قرأها الشيخ أحمد ياسين عليه رحمة الله قراءة دينية مبنية على عقيدة الجهاد والخلاص من المهانة والذل، وتشجيعه الواقعي وقيادته المستمرة لترسيخ مبدأ مقاومة المحتل.

 

 

وتزامنت عدة قراءات أخرى تتعلق بحتمية الزوال، ومنها علامتين أولها ترتبط بالحالة الداخلية للكيان المحتل وفلسطين المحتلة، والآخرى ترتبط بالأجواء المحيطة لها من دعم ومساندة للمقاومة ومدى صمودها في مواجهة العدو، أو كما يشير “نعوم تشومسكي” و”إيلان بابيه” بأن فلسطين لا تتصل إلا بذاتها فهي ذاتية التأثر و التأثير، أو بعبارة أخرى لا تتأثر بسهولة بمن يساعدها إلا إذا كانت المساعدة مجدية وذات قيمة.

 

وعلى إثر ذلك، أعرب إيلان بابيه في مقالي سقوط الصهيونية وهل يبقى المشروع الصهيوني؟ بتهافت الفكرة الصهيونية وسقوطها نظرًا للعوامل التاريخية والدولية الحالية الداعمة للقضية بشكل يفوق كل أوقاتها على مدار 76 عامًا.
وهذا إن دل على شيء فيدل على أن إسرائيل أصبحت دولة منبوذة و” عبء على حلفائها” بحد تعبير الدكتور والشاعر “تميم البرغوثي”.

 

 

فإهمال القوى الدولية أيضًا دليل قاطع على معرفة ضمنية أن إسرائيل لم تعد بذات القوة والهالة التي تحوم حولها بشكل لم تعود الدول ذاتها تتحمله لفترات طويلة في ظل تعنت مستمر وتلاعب من قوى الحكم والسياسة في الكيان وعلى رأسهم اليمين المتطرف الذي أصدر قانون بأن لا وجود لدولة فلسطينية من الأساس حتى تستنأف المفاوضات.

 

فنتجية للعنهجية الصهيونية، أكملت حماس الحرب حتى الساعة مع إطلاق تصريحات بحكم مشترك لغزة بعد الانتهاء من المفاوضات في القاهرة والخروج بخطة ثابتة مرضية للطرفين.

 

 

وعطفًا على ما سبق؛ فإن الخلاف الداخلي الحادث في الاحتلال على مدار آخر شهرين منذ مجزرة النصيرات لاغتيال إسماعيل هنية لاستخراج 6 جثث من الأسرى، هدم صورة الدولة وأمنها المزعوم وعمل على زيادة وتيرة عدم الثقة مما يعتبر الاضطراب العام حالة سخط عام يضغط على الحكومة التى لا تريد إيقاف الحرب بهدف مصالح شخصية، غير العديد من العوامل المحلية الآخرى التي ستروى بجانب الخلاف الدائر حول لعنة العقد الثامن منذ نشأة الكيان اللقيط عام 1948م.

 

تعرف أيضا علي…انهيار الأوضاع الصحية في قطاع غزة

بين أصولية لا تريد التعجيل وصهيونية عالمانية اختلقت تاريخ إسرائيل التوراتية: معضلة العقد الثامن تجول في الأفق

 

 

قد يظن البعض أن إسرائيل فكرة متفق عليها من يهود الأرض من شرقها لغربها وأن اجتماع اليهود جاء على أحقية دينية كما يغلب هذا الرأي في الولايات المتحدة سياسيًا فيظن أن إسرائيل دولة اليهود بالحق التاريخي والديني والاجتماعي عبر التاريخ.

 

 

أكثر ما يشاب من هذا الخرافات من منطق معوج عدم المعرفة بتقسيمات اليهود الدينية من حريديم وعلمانيين يسارين وملاحدة، بل أن التقسيمات لا حد عند بعض الباحثين، ومنها وأشهر الحركات المعارضة لقيام إسرائيل هي “ناطوري كارتا” و”سطمر” الذين يران بمنتهى الوضوح أن إسرائيل احتلال يعجل بنهاية اليهود أجمعين أو ما يسمى ب”الهالسكاه كاتز” أو تعجيل النهاية، كما أشار لها الدكتور “عبد الوهاب المسيري” في كتابه الصهيونية والحضارة الغربية.

 

 

وهناك أكثر من حاخام أكد ذلك منهم “ديفيد وايس” رئيس جماعة ناطوري كارتا في مقابلته مع “أحمد منصور” في حلقة من برنامج شاهد على العصر في عام 2003م.

 

 

وينقل الصحفي البريطاني اليهودي “ديفيد لاندرو” في كتابه المعنون باسم الأصولية اليهودية نقله عن عدة رجال دين يهود رفضهم القاطع بل ورغبتهم في قتل وإفناء الصهاينة عن بكرة أبيهم “وإلقائهم في البحر “بحسب الحاخام “هيرش”.

 

 

وإن التفتت والتشظي السائد يؤكده كذلك الكاتب والأكاديمي في علم الأديان “محمد عمارة تقي الدين” عبر قوله أن هناك 30 حركة من داخل الكيان معارضة له ومنهم اليهودية الماركسية وما وراء النهر وغيرها من الحركات.

 

 

وبرغم أن تلك الحركات على أتم الاختلاف في العقائد؛ فالصهيونية عنصرية إحلالية تريد إبادة جماعية لشعب كامل والثانية دينية محافظة وملتزمة بدينها، إلا أن اتفقوا على لعنة العقد الثامن التي تؤكد أن نهايتهم ستتم قبيل العقد الثامن من الاحتلال لذلك يحرص نتنياهو على إتمام الكيان لمئة عام في فلسطين حتى يتفادى تلك اللعنة، لكن الوعد وعد حتى وفقًا لدينهم المحرف والمزيف لحقائق الواقع.

 

 

ففي سفر أشعياء النبي، تحدث عن هدم إسرائيل بتكثف الذنوب، وتراكم الخطايا وانتقال الخلافة لممكلة قديسي العلي، وتلك الحقيقة التوراتية تأكدت من خلال التاريخ اليهودي في مرتين الأولى هي مملكة سيدنا داوود، والحاشمونئيم اللتين سقطا في العقد الثامن لكلتا الممكتلين؛ مما جعل الكاتب الصهيوني “أري شافت” يكتب الكتاب ذا الجدل الكبير “البيت الثالث” الذي تمنى فيه بمنتهى الصراحة والشوق أن يكتمل الحلم بعدم انهيار هذا الكيان اللقيط والبيت الثالث، ومما زاد الجدل حول الكتاب هم المؤرخين الصهاينة أنفسهم بتأكيدهم اليقيني على أن إسرائيل ليست بيتهم بل البيت الذي ولدوا فيه فحسب، ومنهم كلمة “يعقوب راكين” عن معنى إسرائيل المقتضبة “هي الدولة التي لا أساس لها إلا التشرذم والقتل”.
وبتلك الانقسامات أصبحت إسرائيل على شفا الهاوية ودورها الأخير في تلك الحرب الطويلة دون رجعة وللأبد؛ فهكذا ستكنس وتلقى لمزابل التاريخ بلا رجعة مرة وللأبد.

 

 

وبهذا تتحقق نبوءة العقد الثامن وسط قلق وتساؤلات وشك متزايد، بالتزامن مع تصريحات من داخل الكيان نفسه مثل الجنرال “يسحاق بريك” الذي قال أنها لم تكمل عامًا آخر دون رحيل نتنياهو، وكذلك لوح بها “أبو عبيدة” في مارس الماضي للعب على وتر الحرب النفسية والمعنويات وبث الرعب في نفوس الصهاينة، وقد نجح فقد أشارت التقريرات حينذاك لزيادة رغبة المجتمع الصهيوني لعقد صفقة الأسرى بسرعة.

 

ويخرج علينا المؤرخ “بيني موريس” ليؤكد أن النصر في آخر المطاف للعرب والمسلمين وفقًا لتاريخ اليهود أنفسهم وليس من تاريخ الإسلام نفسه.

 

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock