الولايات المتقدة
كتبت: أسماء أشرف
في هذا الكون الكبير الواسع، ظنت أمريكا بكل غطرسة وتكبر أنها المسيطرة على مجريات الأمور به المتحكمة فيه، ظنت وبكل تجبر أنها بمثابة إله لهذا الكون؛ فراحت توزع التهم وتنفذ العقوبات، متناسية تمامًا أن لهذا الكون ربّ يحكمه لا يرتضي الظلم حتى وإن تأخر القصاص.
ترامب والجحيم
من الواضح للعيان أن أمريكا هي الدولة الأكثر دعمًا للكيان الصهيوني منذ نشأته الطفيلية وبالأخص منذ بدء عدوانه الغاشم على قطاع غزة؛ حيث إنها وبكل تبجح تمده بشتى أنواع الأسلحة الحديثة من سفن وطائرات حربية امتدادًا للأسلحة المحرمة دوليًا، بالإضافة لدعمه بمليارات الدولارات؛ حيث وصلت قيمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل إلى 17.9 مليار دولار، وذلك وفقًا للتقرير الصادر عن “تايمز أوف إسرائيل” في أكتوبر الماضي.
ولم تكتفى بهذا القدر فقط، بل إنها استخدمت الفيتو لأكثر من مرة لمعارضة وقف إطلاق النار في غزة، معلنة بذلك أمام العالم أجمع أنها شريكة أساسية بالإبادة داعمة لها.
وفي سياق الغطرسة الأمريكية المعلنة على الملأ، صرح ترامب وبكل سادية، إنه سيحول الشرق الأوسط لكتلة من الجحيم إن لم تعد حماس الأسرى الصهاينة قبل ولايته.
وعلى العكس أراد الله أن يريه هو الجحيم في عقر داره وقرب توليه الحكم، فشبت النيران دون إنذار بالولاية الأكثر ترفًا وظلمًا كذلك، لتتمثل قدرة ترامب اللامتناهية على مجرد تنديد بعدم قدرة السياسيين غير الأكفاء -كما وصفهم- على وقف النيران المشتعلة بلوس أنجلوس.
تعرف أيضًا على… الاعتياد وتبلد المشاعر…كيف يتحول الإنسان من مؤثر وفاعل إلى مفعول به
عقوبة ربانية
ومن هذا المنطلق، أتت عقوبة الله رادعة لكل هذا الظلم والغطرسة، متمثلة في نيران تلتهم الأخضر واليابس من أرض الظلم والفساد؛ لتكبد هذه النيران أمريكا خسائر فادحة قُدرت بحوالي 275 مليار دولار، بالإضافة لتدمير ما يزيد عن 12 ألف منزل ومنشأة حكومية وغير حكومية، وحرق حوالي 40 ألف فدان بولاية كاليفورنيا، بالإضافة لحركة النزوح غير المسبوقة في تاريخ أمريكا وإجلاء المرضى من المستشفيات، وكذلك المحاولات المستمرة لوقف النيران دون فائدة.
حدث كل هذا في خلال أسبوع من نشوب النيران، وحدث ما يماثله أيضًا بل ويزيد، على الجانب الآخر بغزة تحت وطأة الصواريخ المدعمة من أمريكا، تلك الدولة التي تجبرت وطغت، حتى وصل بها الحال لأن تبيح الظلم والقتل وتقف حائلًا لمنع إيقافه، بل وأيضًا تنكر حدوثه، ليذيقهم الله على إثر ذلك نفس ما أذاقوه للمستضعفين العُزل.
لتتحول أمريكا على إثر ذلك من ولايات متحدة إلى ولايات متقدة بنيران الانتقام الإلهي.