كتبت:- ياسمين سمير
تزيد الارقام وإحصائيات و ترتفع ولا أحد يشعر بها فمتى يدركون المأزق الذي سقطوا إليه والذي من الصعب الخروج منه وما زاد الطين بلة هو التوغل أكثر في هذا المستنقع الموحل أنا أتحدث عن الأنترنت وتأثيره الكبير علينا فقد أصبح كما لو كان طعاما أو شربا لا يستطيع أحد العيش من دونه وأكثر ما يثبت هذا الكلام هو تسمية عصرنا بالعصر الرقمي كدليل على مدى اكتساح التكنولوجيا حياتنا إذ هذه التسمية لم تأتي من فراغ فهي تهدم علاقات وتصلح علاقات إذ بها سطوت على حياتنا كما لو كنا لعبة بيدها، مع تطور الإنترنت وسطوته المستمرة أنتج ما يعرف بالذكاء الاصطناعي لكن ما خفف من الأمر هو ظهور ما يعرف بمبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي لنتعرف عنها أكثر خلال هذه المقال…
رحلة لعالم اللامستحيلات … ماذا تعرف عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ؟
وضعت منظومة أخلاقيات_ الذكاء الاصطناعي قواعد تحد من درجة سيطرة تطور وسلوك الذكاء الاصطناعي وسيطرته خاصة عندما تكون أداة بمثل هذه الخطورة بأيدي البشر، جنس اللامستحيلات واللاتوقعات، تهدف هذه الأخلاقيات لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق ووسائل تتفق مع المبادئ الأخلاقية والقانونية بحيث تحمي حقوق وسلامة البشر اتجاهها وتعزز المصلحة العامة وتضعها في المرتبة الأولى وهذا المبادئ هي:-
1- المسؤولية:
يجب على من يطورون ويستخدمون ويكونون مسؤولين عن الذكاء الاصطناعي أن يتحملوا المسؤولية عن كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي سواء شكله او استخدامه أو تطويره بحيث يضمنون أن يكون له تأثيرا إيجابيا على المجتمع وألا يكون بلاءا على البشرية أو يضرها، ويتخذوا قرارات مدروسة فيما يتعلق بكل ما يشمله خاصة الإستخدام الأخلاقي له.
2- العدالة والمساواة:
يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي قائم على العدل والمساواة بحيث لا يثير أي تحيزات عرقية أو جنسية أو دينية أو نوع أخر من أشكال التمييز بين الناس وأن يتم اختباره وتقييمه بإنتظام لتأكد من عدم وجود أي تحيزات مقصودة أو غير مقصودة فيجب تصميمه أو برمجته بحيث يكون عادلا وغير متحيز.
3- الخصوصية والأمان:
لابد من المحافظة على خصوصية المستخدمين وبياناتهم عند استخدام الذكاء الاصطناعي أو أي تطبيقات أخرى من خلال إتباع مبادئ حماية البيانات والأمان السيبراني لضمان عدم انتهاك خصوصيتهم أو حرمانيتهم فوجب عند تصميم الذكاء الاصطناعي خاصة والتطبيقات عامة الأهتمام أكثر بهذه النقطة بحيث يكون آمنا ومحميا من التهديدات السيبرانية أو الإختراقات.
4- الشفافية:
لابد أن يكون الذكاء الاصطناعي شفافا سواءا في عمله أو قراراته إذ يجب أن يستطيع المستخدمون فهم كيفية عمله أو الأسس التي يستند إليها في اتخاذ قراراته أي أن تكون البيانات أو الخوارزميات المستخدمة في قيادة وتدريب الذكاء الاصطناعي مفهومة وقابلة لتحقق والواقعية.
5- التفاعل الآلي الإنساني:
أي يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي مصمما ليتفاعل بشكل كبير مع البشر فيستطيع التواصل والتفاعل معهم بكل سلاسة بالإضافة لوجود أليات في حالات الأخطاء أو السلوكيات الغير مرغوب فيها.
6- التدريب والتعلم:
عند تصميم الذكاء الاصطناعي فشرط أساسي فيه أن فيه أن يكون مدرب مسبقا على بيانات موثوقة ومتوافقة مع المبادئ الأخلاقية؛ لذلك من الضروري أن يتم أختبار وتقييم الذكاء الاصطناعي تأثير بإنتظام واستمرار لضمان جودة الأداء والتدريب.
7- التأثير على سوق العمل:
لا يمكن غض الطرف عن أم للذكاء الاصطناعي تأثير كبير في سوق العمل وهذا ما نشهده حاليا إذ نرى أن هناك مهن اندثرت وأخرى ظهرت نتيجة لظهور التكنولوجيا مما يؤثر على مستوى المعيشة لذلك ينبغي أن يتم اتخاذ إجراءات لحماية حقوق الموظفين وضمان تكاملهم في أسواق العمل مستقبليا.
8- التشريعات والسياسات:
لا يخلو أي شيء من القانون وهذا أيضا ينطبق على الذكاء الاصطناعي فلابد من وجود إطارات قانونية وسياسية تنظم من عمله مع إتباع الشركات والمؤسسات قوانين وتشريعات محددة؛ لضمان المسألة والأمتثال أمام القانون.
تعرف أيضا علي…البيتكوين وتكنولوجيا البلوكشين
يعد الذكاء الاصطناعي مجال من مجالات علوم الكمبيوتر هدفها الأول والأخير تطوير أنظمة وبرامج قادرة على تنفيذ مهام تتطلب التعلم والتفكير بالإضافة بإتخاذ القرارات المماثلة للإنسان وللقيام بكل ذلك لابد له أن يسير على نهج معين مكون من ثلاثة مبادئ أساسية لتحقيق هذه الأهداف متمثلة في الآتي:-
تعلم الآلة:
يعد من أساسيات الذكاء الاصطناعي في القيام بعمله إذ أنها تقوم بتطوير نظم قادرة على التكيف والتعلم بواسطة تحليل وفهم البيانات بالإضافة لكون “تعلم الآلة” يستخدم خوارزميات وأساليب إحصائية لتحديد أنماط وتوقعات بواسطة المعطيات المتاحة مع تضمن استخلاص المعرفة والمعلومات من البيانات واستخدامها لإتخاذ القرارات وتحسين الأداء بمرور الوقت.
التفكير الذكي:
هذا المبدأ يهدف إلى تطوير النظم بحيث تكون قادرة على التفكير والاستدلال مماثلا للإنسان مما أعطى للذكاء الاصطناعي ميزة اعتمد عليها واستخدامها آلا وهي قواعد المنطق والمعرفة المخزنة من أجل اتخاذ القرارات وحل المشكلات بالإضافة لإمتلاك إمكانية تحليل وتفسير وتصديق وتجريب والتوصل للإستنتاجات المنطقية.
التفاعل البشري:
يهدف إلى تطوير نظم قادرة على التفاعل مع البشر بفعالية وطبيعية بما يشمل ذلك فهم لغة الإنسان سواء كتابية وشفهية أو القدرة على التعامل مع التعابير الوجهية والصوتية؛ لذلك نستخدم التفاعل البشري في الذكاء الاصطناعي؛ لتحسين ونعزيز تجربة المستخدم في التواصل الفعال بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
هناك الكثير من المبادئ غيرها إلا أن هذه المبادئ السابقة تعتبر الأساسية في أي نظام ذكاء اصطناعي ولا يمكن أن يتواجد من دونها إذ يتم استخدام هذا المبادئ في تطوير مجموعات متنوعة من التطبيقات كتحليل البيانات، والترجمة الآلية، وأنظمة التشخيص الطبي، والربوتات وغيرها.
خير الكلام ما قل ودل فبإختصار تهدف أخلاقيات الذكاء الاصطناعي إلى ضمان استخدام التكنولوجيا بسبل تحقق المصلحة العامة وتحمي حقوق الجنس البشري، لذلك لابد من أن يتم تطبيق هذه الأخلاقيات في جميع مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي سواءا في المجالات الطبية أو التجارية أو الترفيهية أو غيرها، فيمكن اختصار توجيهات استخدام الذكاء الاصطناعي في الآتي ذكره:-
_العدالة: ( العدالة الديموغرافية، العدالة في التصميم، العدالة في البيانات، العدالة في الخوارزميات، العدالة في النتائج ).
_المساءلة: ( توزيع المسئوليات، تدابير المساءلة الهادفة إلى تخفيف من المخاطر، إجراءات الإستئناف وخطط الطوارئ ).
_الشفافية: ( القابلية للتد البشر، القابلية لتتد، القابلية لتتد العامة ).
قد يتسأل أحدكم ما أهمية كل هذا بالنسبة لنا؟
أبسط ما نرد به على هذا السؤال: أنت لا تعيش بمفردك في هذا العالم فلكل شيء يتأثر بنا ونحن نتأثر به وهكذا يسير الأمر فكما نحن نؤثر على الذكاء الاصطناعي هو يؤثر من ناحية أخري خاصة النواحي السلبية لذلك لجأت المنظومات إلى تحديد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي للحد من تأثيره القوي ويمكن اختصار هذه الأهداف في بعض النقاط آلا وهي:-
1- الإلتزام بالنهوض في القضايا الخصوصية لأصحاب البيانات وحقوقهم.
2- الإسهام في المعايير والأخلاقيات الحاسمة المحيطة بالحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي.
3- التقدم المستمر نحو تحقيق الاستراتيجيات الوطنية المرتبطة بتبني الذكاء وتشجيع البحث والإبتكار.
4- ريادة مختلف الدول في تشكيل الأجندة العالمية لتحكم في الذكاء الاصطناعي.
عملت الثورة التكنولوجية على تغيير حياتنا بأسرع مما نتخيل مما غير بشكل كاسح طرقنا في العمل والتعلم والحياة أيضا فلا حدود في هذا العالم ونحن من نضع الحدود لنجعلها أكثر قيمة وثمن كالحياة مثلا فالحياة تكون ثمينة ومهمة عندما تكون محدودة ولأن لها حدود فإننا نكافح كل يوم وهكذا يسير الأمر عند استخدام أداة بمثل هذه الخطورة والحساسية فعند الحديث عن الذكاء الاصطناعي فنحن نتحدث عن الخبث المتلاعب عصر الربوتات عصر اللإنسانية لا شك أننا في يوما من الأيام سيحدث ما يحدث في أفلام الخيال العلمي ونجد التكنولوجيا قد تحكمت بنا ونحن لا نشعر بعدما كنا نحن من نتولى تمام الأمور فتأثرها الحالي تأثير غير مباشر ويصعب ملاحظته للكثيرين وسنلاحظ هذا التأثير عندما يصل الأمر لذروته أو يصبح بشكل مباشر لا يمكن التغاطي عنه كما يحدث في أفلام الخيال العلمي ومتى ذلك؟، من يدري؟!!