العنف ضد المرأة ومدى تأثيراته، وهل القوانين كافية لمكافحته؟
كتبت:- حنين طارق
العنف ضد المرأة تاريخ طويل، فلم تكن لتخلو جريدة الأخبار من خبر يتحدث عن مقتل فتاة عن عمد، أو التحرش بإحداهن ومحاولة انتهاك شرفها رغمًا عنها، أو حتى التحرش اللفظي الذي يشمل المعاكسات في أرجاء الشوارع العامة، وبلا أية ردود أفعال ممن حولها، بل ويتم معاقبتها هي أيضًا واتهامها بأنها السبب، ولكن.. هل تسمح القوانين بالعنف الصادر ضد المرأة؟، وما الموقف الذي تتخذه الدول حيال تلك القضايا المتلاحقة نحو المرأة؟.
وإذا اتجهنا للبحث عن أسباب قضية العنف ضد المرأة، لوجدناها مُتعددة، ومختلفة الجذور والأوجه، فمثلًا إذا حاولت البحث عن أب يقتل ابنته أو يُعنف زوجته فستجد الكثير والكثير من القضايا والأخبار، البعض منهم أوجد لنفسه مبررات مثل الأب الذي قتل طفلته ذات الثلاث سنوات في الإسكندرية مُبررًا بكائها المستمر، أو الأب الذي ادعى وفاة ابنته وشيّع جنازتها بالفيوم وهو القاتل.
تعرف أيضاً علي..كيفية إختيار الزوج المناسب !
البعض منهم يجد في كونه رجلًا أي أنه بذلك قد امتلك كل السلطة والتملك في التحكم بالمرأة وكأنها مجرد دمية، سواء أن قتلها أو مزقها أو تحرش بها، أو حتى اعتدى عليها بالضرب، فهي بالنسبة له مجرد أداة يخرج فيها غضبه المتراكم من حقيقة ضعفه التي لا يعترف بها لنفسه، تنتابه تعريفات مضللة عن الرجولة، أنها ممارسة العنف والغضب أينما شئت وكيفما شئت تجاه المرأة، فأنت الرجل!
أما هي مجرد كائن ضعيف ليس بمقدوره الدفاع عن نفسه، لن يسألك المجتمع كم مرة انتهكت عرض إحدى الفتيات بالشارع، ولكن سيُحاسب الفتاة، فهي من فرطت في شرفها الوحيد، وبدلًا في أن يفكروا كيف سيبدأون علاجها جسديًا ونفسيًا مما تعرضت له، يحاولون البحث عن طريقة لتغطية دماء شرفها المتناثرة، وتتراوح الأقوال ما بين “إحنا لازم نستر عليها” أو “إحنا لازم نخلص عليها، دي هتجيبلنا العار”.
الأمثلة كثيرة للغاية، الأم التي تحملت العنف من زوجها على محمل نصائح المجتمع الفانية، ‘ده جوزك ماتخربيش بيتك“، تُرى هل في قاموسهم خراب المرأة الجسدي والنفسي محلل؟.
وأيضًا الفتاة التي تحملت من يبتزها خوفًا من أهلها، وظلت تسير باتجاه ابتزازاته فقط لأنها لا تملك حلًا.
والجدير بالذكر أنه من تأثيرات العنف ضد المرأة التي يتم إهمالها في سبيل معتقدات المجتمع، أنها قد تصاب بأعراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والميول الانتحارية، ومن أمثلة ذلك العديد من الفتيات التي تعرضت لابتزاز وخشيت من ردة فعل من حولها فقررت اللجوء للحل الأسهل بالنسبة لها، أن تُنهي حياتها، وينعم ذلك المجرم ويظل يمجد نفسه، فلم تقدر تلك الفتاة التصدي له، بل وأنهت حياتها أيضًا!
علاوة على الصداع المزمن واضطرابات الجهاز الهضمي واضطرابات القلب والأوعية الدموية وآلام الحيض الشديدة.
نعم هناك قوانين تنص على تجريم العنف ضد المرأة، ولكن هل كانت سببًا كافيًا لوقف القضايا المتتالية نحو تلك القضية؟
في النهاية أود أن أختم مقالي بكلمة واحدة “متى؟”، متى يكون بمقدور الفتاة المشي بالشوارع وهي تمتلك من الحرية قدر ما تشاء؟، متى تعيش بلا خوف أو قلق أنها الضحية القادمة؟، متى ينضج تفكير الأهالي في النظر ناحية ما يصيب فتياتهم بدون إلقاء اللوم عليهن؟، نود أن نجد إجابة لكل “متى” منهم قريبًا.