التنمية و الفكر الإجتماعي
كتبت:- بومهدي نجاة
من التعبيرات التي شاعت كثيرا في الفكر العربي خلال العقدين الأخيرين ، مفهوم التنمية ، و أصبحت هذه الكلمة تُستخدم في الوثائق الرسمية للخطط الحكومية ، و في أبحاث الأكاديميين في المجالات الاقتصادية ، السياسية و ما إلى غير ذلك من المجالات .
و بقدر كثرة إستخدام هذه الكلمة ، بقدر استخدامها في مجالات خارجة عن معناها و مقصودها ، أو حصرها بتحقيق أهداف إقتصادية ، غير أن هذا المفهوم ما هو إلاّ أحد متغيرات ظاهرة التنمية و التي تشمل متغيرات إجتماعية أخرى مثل طبيعة البناء الاجتماعي ، العدالة و بناء القيم في المجتمع و غيرها …
ما هي علاقة التنمية بالفكر الاجتماعي؟
العلاقة بين التنمية والفكر الاجتماعي هي علاقة عكسية ومتداخلة و فهمها يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل وتوجيه تطور المجتمعات.
تعرف ايضا علي _ متلازمة جينوفيز..المتلازمة التى أصابت العالم أجمع
ما هو تأثير الفكر الاجتماعي على السلوك والقرارات؟
يؤثر الفكر الاجتماعي .. الذي يتضمن المعتقدات والقيم والثقافة، على سلوك الأفراد والجماعات .. يمكن أن يكون للقيم الاجتماعية دور كبير في توجيه قرارات التنمية.
- تأثير التنمية على الفكر الاجتماعي:
على الجانب الآخر، يمكن أن تؤثر عمليات التنمية على تحولات الفكر الاجتماعي… على سبيل المثال، تحسين ظروف الحياة وتوفير الفرص قد يؤديان إلى تغييرات في القيم والمعتقدات.
ما هو دور الفكر الاجتماعي في تحقيق التنمية ؟
-الفكر الاجتماعي يلعب دورًا حيويًا في عمليات التنمية للمجتمعات والدول ، و ذلك من خلال :
- تشكيل القيم والمعتقدات:
-الفكر الاجتماعي يسهم في تشكيل القيم والمعتقدات الهامة التي توجه سلوك الأفراد والمجتمع بأسره، حيث يمكن أن تشمل هذه القيم مفاهيم مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمشاركة المدنية.
- توجيه الاهتمامات والأولويات:
-الفكر الاجتماعي يساهم في تحديد ما هي القضايا والمشكلات التي يجب التركيز عليها في سياق التنمية ، و يمكن أن يشجع الوعي بالمسائل الاجتماعية والاقتصادية على توجيه الموارد والجهود نحو حلول أفضل.
- تشكيل سياسات التنمية:
-الفكر الاجتماعي يؤثر على صياغة وتنفيذ السياسات والبرامج التنموية … و يعكس هذا الدعم الاجتماعي لمبادرات معينة تأثيرًا كبيرًا على قرارات الحكومات والمؤسسات الدولية.
- تشجيع التشارك والمشاركة:
يمكن للفكر الاجتماعي تعزيز التشارك والمشاركة المجتمعية في عمليات التنمية ، بحيث يمكن للوعي والتفاعل الاجتماعي التشجيع على تكوين تحالفات وحركات اجتماعية تعمل على تحقيق التغيير.
- تعزيز التعليم والوعي:
-الفكر الاجتماعي يمكن أن يكون محفزًا للتعليم والتوعية بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية و يمكن أن يشجع الاهتمام بالمشكلات الاجتماعية على تعزيز التعلم وتقديم المعرفة والمهارات اللازمة.
- تغيير السلوك والممارسات:
يلعب الفكر الاجتماعي دورًا مباشرًا في تغيير سلوك الأفراد والجماعات نحو ممارسات أفضل في مجالات مثل البيئة والصحة والعدالة الاجتماعية.
باختصار، الفكر الاجتماعي يمثل عاملًا أساسيًا في تشكيل توجهات التنمية وتحقيق الأهداف المستدامة … لذا وجب على الحكومات والمنظمات والمجتمعات الأخذ بهذا العنصر في اعتبارهم عند تصميم استراتيجيات التنمية والتفاعل مع المجتمعات المعنية .. لتحقيق الأهداف المرجوة .