التنمية المستدامة..فكرة للعمران والتحديث
كتبت :-خولة الكلاحشي
تعود فكرة التنمية المستدامة إلى القرن التاسع عشر .. عندما بدأ علماء البيئة والمفكرون فى التعبير عن مخاوفهم بشأن الآثار السلبية للنمو الاقتصادى على البيئة.
ما هى بدايات فكرة التنمية؟
فى عام 1987، أصدرت لجنة الأمم المتحدة للبيئة والتنمية تقريرًا بعنوان “مستقبلنا المشترك”، والذى عرّف التنمية المستدامة بأنها “تنمية تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة”.
ومنذ ذلك الحين .. أصبحت التنمية المستدامة نهجًا عالميًا للتنمية الاقتصادية والبشرية والبيئية، وفى عام 2015، اعتمدت الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتى حددت 17 هدفًا مستدامًا يجب تحقيقها بحلول عام 2030.
- لمحة تاريخية لفكرة التنمية
فيما يلى بعض الأحداث الرئيسية فى تاريخ فكرة التنمية المستدامة:
- 1864: نشر العالم الألماني “رودولف كلينشمان” كتاب “الاقتصاد العالمي والبيئة”، والذى كان من أوائل الأعمال التى تربط بين التنمية الاقتصادية والآثار البيئية.
- 1972: عقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية، والذى أدى إلى إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).
- 1980: نشر تقرير “الحدود الدنيا”، الذى حذر من أن النمو الاقتصادى المستمر سيؤدي إلى استنفاذ الموارد الطبيعية والبيئة.
- 1987: نشر تقرير “مستقبلنا المشترك”، والذى وضع تعريفًا رسميًا للتنمية المستدامة.
- 1992: عقد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية (ريو)، والذى أصدر إعلان ريو بشأن البيئة والتنمية واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
- 2000: اعتمدت الأمم المتحدة أهداف الألفية للتنمية، والتى كانت مجموعة من الأهداف الإنمائية المحددة زمنياً.
- 2015: اعتمدت الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتى حددت 17 هدفًا مستدامًا يجب تحقيقها بحلول عام 2030.
ما إيجابيات التنمية المستدامة؟
للتنمية المستدامة العديد من الإيجابيات، منها:
- حماية البيئة: تساعد التنمية المستدامة على حماية البيئة من الآثار السلبية للنمو الاقتصادى، مثل التلوث والتغير المناخي.
- تحسين رفاهية الإنسان: تساعد التنمية المستدامة على تحسين رفاهية الإنسان من خلال توفير فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية.
- تحقيق العدالة الاجتماعية: تساعد التنمية المستدامة على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال الحد من الفقر والتفاوت.
- بناء مجتمعات أكثر مرونة: تساعد التنمية المستدامة على بناء مجتمعات أكثر مرونة فى مواجهة الأزمات، مثل الكوارث الطبيعية والتغير المناخي.
تعرف ايضا علي – حجب أخبار فلسطين من قبل شركة ميتا الأمريكية: أسباب وعواقب
ما التحديات التى تواجه التنمية المستدامة؟
تواجه التنمية المستدامة العديد من التحديات، منها:
- المصالح المتضاربة: قد تتعارض الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية مع بعضها البعض، مما يخلق تحديات للسياسات العامة.
- الحاجة إلى تغييرات جذرية: تتطلب التنمية المستدامة تغييرات جذرية فى أنماط الإنتاج والاستهلاك، مما قد يكون صعبًا أو مكلفًا.
- الافتقار إلى التمويل: قد لا يكون لدى البلدان النامية الموارد المالية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعلى الرغم من هذه التحديات … إلا أن التنمية المستدامة هى الهدف الرئيسى للتنمية الاقتصادية والبشرية والبيئية فى القرن الحادي والعشرين.
و التنمية المستدامة هى عملية تحسين رفاهية الإنسان ورفاهية البيئة بشكل متزامن، دون الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم. وهى نهج شامل يسعى إلى تحقيق التوازن بين ثلاثة أبعاد رئيسية للتنمية: الاقتصاد والمجتمع والبيئة.
يشهد العالم اليوم العديد من الصعوبات التى تقف فى طريق تحقيق التنمية المستدامة، من أهمها:
- تغير المناخ: يعد تغير المناخ أحد أهم التحديات التى تواجه البشرية فى القرن الحادي والعشرين؛ فهو يتسبب فى تغيرات مناخية متطرفة مثل موجات الحر الشديدة والفيضانات والجفاف، والتى تؤثر على الزراعة والصحة والبنية التحتية.
- البطالة والفقر: لا يزال الملايين من الناس حول العالم يعيشون فى فقر مدقع، ويساهم الفقر فى تفاقم أزمة المناخ؛ حيث يضطر الفقراء إلى اللجوء إلى طرق غير مستدامة لكسب العيش.
- الصراعات والحروب: تتسبب الصراعات والحروب فى عرقلة التنمية المستدامة فى العديد من البلدان؛ فهى تؤدى إلى نزوح السكان وانخفاض الاستثمارات وتفاقم عدم المساواة.
- التفاوتات الاقتصادية: تتفاقم التفاوتات الاقتصادية بين البلدان والأفراد فى جميع أنحاء العالم، وهذا يؤدى إلى نقص العدالة الاجتماعية وضعف الاستقرار السياسي.
- الاستهلاك المفرط: يساهم الاستهلاك المفرط فى تدهور البيئة؛ حيث يتسبب فى زيادة الطلب على الموارد الطبيعية والطاقة.
هذه التحديات والصعوبات تجعل تحقيق التنمية المستدامة مهمة صعبة وشاقة.
ما الحلول لتحقيق التنمية المستدامة؟
ومع ذلك، هناك العديد من الخطوات التى يمكن اتخاذها للتخفيف من هذه التحديات وتحقيق التنمية المستدامة، من أهمها:
- الاستثمارات فى الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء: يمكن أن تساعد الاستثمارات فى الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء فى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحسين جودة البيئة.
- البرامج التعليمية والتدريبية: يمكن أن تساعد البرامج التعليمية والتدريبية فى رفع مستوى الوعى بقضايا التنمية المستدامة وتزويد الناس بالمهارات اللازمة للمساهمة فى تحقيقها.
- التعاون الدولي: يتطلب تحقيق التنمية المستدامة تعاوناً دولياً فعالاً. يمكن للبلدان العمل معاً لتبادل الموارد والخبرات وتنفيذ سياسات وبرامج إنمائية مستدامة.
تحقيق التنمية المستدامة هو مسؤولية مشتركة للجميع، يجب أن تعمل الحكومات والشركات والأفراد معاً للتخفيف من التحديات والصعوبات التى تواجه البشرية وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.