التحولات السياسية فى السودان وتأثيرها على حقوق المرأة
كتبت: بومهدي نجاة
تعتبر الحروب والصراعات من أكثر الظروف القاسية التى يمكن أن تمر بها المرأة؛ حيث تتعرض لإنتهاكات واسعة لحقوقها الأساسية، ويمكن أن تؤدي هذه الإنتهاكات إلى تدهور مكانة المرأة فى المجتمع وتقليل فرصها فى الحصول على التعليم والرعاية الصحية والمشاركة فى الحياة السياسية والاقتصادية.
فى الحروب والصراعات، تكون المرأة أيضًا عرضة للعديد من أشكال العنف… بما فى ذلك الاغتصاب والتعذيب والتهجير القسري، وهذا ما تتعرض له العديد من النساء فى السودان اليوم، أيضًا للاستخدام كسلاح فى الحرب، سواء كان ذلك عبر الاستعباد الجنسي أو الاستخدام كجنود أو مقاتلين.
ما الذى تَمُر به السودان؟
منذ أكثر من تسعة أشهر، تشهد بعض المناطق فى السودان صراعات داخلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التى تعتبر جزءًا من القوات المسلحة.
وتعتبر قوات الدعم السريع قوة مسلحة تأسست بعد تفكك جهاز الأمن الوطني فى عهد الرئيس السوداني السابق؛ حيث تتميز هذه القوة بأنها تابعة مباشرةً للقيادة العليا للقوات المسلحة، وكانت تعتبر قوة فعالة فى مكافحة التمرد وتحقيق الأمن فى المناطق المضطربة.
لكن ما حدث أنه ونتيجة لاختلاف الرؤى العسكرية والسياسية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وبسبب التنافس على الموارد أو النفوذ فى مناطق معينة، نشأت خلافات بين الطرفين أدت إلى نشوب حرب داخلية ضحيتها الوحيدة هو الشعب السوداني، ومع كل هذه التوترات ظهرت التحديات التى يواجهها السودان مجددًا فى مرحلة ما بعد الانتقال الديمقراطي، بعد أن سعى البلد إلى تحقيق الاستقرار والسلام بعد سنوات من النزاعات والحروب الداخلية.
تعرف أيضا علي…حقوق المرأة في الوطن العربي
كيف تؤثر الحرب الداخلية فى السودان على حقوق المرأة؟
الحروب والنزاعات الداخلية، بما فى ذلك الصراعات بين الجيش وقوات الدعم السريع فى السودان، تؤثر بشكل كبير على حقوق المرأة، وهذه بعض الأثار التى تؤثر سلبًا على حياة النساء فى هذه الظروف:
- العنف الجسدى والجنسي:
تزيد الحرب من إمكانية تعرض النساء والفتيات للعنف الجسدي والجنسي خلال الحروب والنزاعات، سواء من قبل القوات المسلحة أو من قبل الجماعات المتنازعة. - نقص الخدمات الصحية والاجتماعية:
تأثر الخدمات الصحية والاجتماعية المتاحة للنساء والفتيات فى مناطق النزاع بشكل سلبي؛ مما يؤدي إلى نقص فى الرعاية الصحية الأساسية والتعليم والدعم النفسي والاجتماعي. - تشتت الأسرة والنزوح القسري:
يؤدي النزاع إلى تشتت الأسرة والنزوح القسري؛ مما يعرض النساء والفتيات لمخاطر إضافية مثل فقدان الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم وزيادة احتمالية تعرضهن للاستغلال والإساءة. - تدهور الوضع الاقتصادي:
يؤدي النزاع إلى تدهور الوضع الاقتصادي فى المناطق المتضررة؛ مما يؤثر على النساء والفتيات بشكل خاص نظرًا للأدوار التقليدية التى قد تضطر لتحملها فى الحصول على الطعام والمأوى وسبل العيش. - فقدان الحماية القانونية:
يتعرض نظام القانون والحماية القانونية للنساء والفتيات للضعف خلال النزاعات؛ مما يجعلهن أكثر عرضة للاستغلال والظلم دون حماية.
كيف يمكن التقليل من هذه الآثار وتوفير الحماية للنساء خلال هذه الفترة؟
توفير الحماية للنساء خلال الحروب والنزاعات، والحد من الآثار السلبية على حقوقهن، يتطلب جهوداً متكاملة من الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني… وهذه بعض السبل التى يمكن من خلالها تحقيق ذلك:
- تعزيز الوعي والتثقيف:
من المهم تعزيز الوعي بحقوق المرأة والفتاة والتثقيف حول العنف الجنسي والجنساني والتمييز الجنسي في حالات النزاع، ويمكن تنفيذ ذلك من خلال حملات توعية وبرامج تثقيفية فى المجتمعات المتأثرة. - تقديم الدعم النفسي والاجتماعي:
يجب توفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف والنزوح، وذلك للمساعدة فى تجاوز آثار الصدمات النفسية والاجتماعية. - تعزيز الحماية القانونية:
يجب تعزيز الحماية القانونية للنساء والفتيات من العنف الجنسي، وضمان تقديم العدالة والمساءلة للمرتكبين. - توفير الخدمات الصحية الأساسية:
يجب توفير الرعاية الصحية الأساسية للنساء والفتيات، بما فى ذلك خدمات التوليد والنفاس والرعاية النفسية. - تشجيع المشاركة السياسية والمجتمعية:
ينبغي تشجيع مشاركة النساء فى صنع القرار والمشاركة فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ حيث يمكن لذلك أن يعزز من وضعهن ويساعدهن في مواجهة التحديات. - توفير الحماية الفعالة فى المناطق النزاعية:
يجب توفير حماية فعالة للنساء والفتيات فى المناطق النزاعية، بما فى ذلك الحماية من الاعتداءات الجسدية واللفظية والتمييز والنزوح القسري.
تحقيق هذه الأهداف يتطلب التعاون وإشراك جهود مشتركة من مختلف الجهات المعنية، بما فى ذلك الحكومات المحلية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، بهدف حماية حقوق المرأة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة.