مقالات

التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب

كتبت: ضحى ثروت هلال

فى الآونة الاخيرة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي لم تعد مجرد وسيلة للتواصل بل أصبحت جزءًا من الروتين اليومي للشباب، ومع هذه الظاهرة المتنامية ظهرت تأثيرات سلبية على الصحة النفسية للشباب؛ حيث أن استخدام منصات مثل فيسبوك وانستجرام وتويتر، أدى إلى زيادة الضغط النفسي على الشباب وجعلهم أكثر عرضة للقلق والاكتئاب.

تأثير الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي

 

تشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بتدهور الصحة النفسية للشباب؛ إذ أن الشباب يقضون ساعات طويلة يوميًا فى متابعة حياة الآخرين ومقارنة أنفسهم بما يرونه على هذه المنصات؛ مما يخلق شعورًا بعدم الرضا عن الذات ويزيد من الشعور بالوحدة والعزلة حتى فى وجود علاقات اجتماعية واقعية، هذا الشعور بالعزلة يمكن ان يؤدي إلى مشاكل نفسية أكثر عمقًا مثل الاكتئاب والتوتر.

 

 

أحد العوامل الرئيسية التى تساهم فى التأثير السلبي للسوشيال ميديا هو السعي المستمر وراء حياة مثالية كما تعرضها الصور والفيديوهات المنشورة على هذه المنصات؛ حيث يسعى الشباب إلى تقليد ما يرونه من مظاهر الرفاهية والجمال والنجاح، دون مراعاة أن الكثير من هذه الصور معدلة وغير واقعية، هذا الضغط لتحقيق الكمال قد يؤدى إلى شعور بالاحباط والفشل إذا لم يتمكنوا من تحقيق نفس المعايير التى يرونها مما يؤثر سلبًا على تقديرهم لذاتهم.

 

 

بالإضافة إلى ذلك أصبحت ظاهرة التنمر الالكتروني أكثر انتشارًا فى الفترة الأخيرة؛ حيث يتعرض العديد من الشباب لتعليقات سلبية وانتقادات لاذعة على صورهم، ومشاركاتهم هذا النوع من التنمر يمكن أن يترك آثار نفسية طويلة الأمد على الشباب؛ مما يزيد من شعورهم بالقلق والاكتئاب ويمكن أن يؤدي فى بعض الحالات إلى الانعزال الاجتماعي أو حتى التفكير فى إيذاء النفس.

 

تعرف أيضا علي…الرياضة ما بين الممارسة الصحية والاعتياد

حلول للقضاء على التأثير السلبي للسوشيال ميديا

 

لتعزيز الوعي بالتأثيرات السلبية للسوشيال ميديا على الصحة النفسية، يجب أن تقوم المؤسسات التعليمية والمجتمعية بدور كبير فى توجيه الشباب وتوعيتهم حول كيفية استخدام هذه الوسائل بطرق صحية، يمكن أن يشمل ذلك:

– تنظيم ورش عمل ومحاضرات حول إدارة الوقت على الإنترنت، وتقنيات التواصل الايجابي.

– بالإضافة إلى تقديم برامج تثقيفية تركز على تعزيز وتقدير الذات والوعي بها.

– كما ينبغي على الأهل أن يكونوا نموذجًا ايجابيًا فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأن يشجعوا أبناءهم على الأنشطة الاجتماعية الواقعية، مثل المشاركة فى الانشطة الرياضية والثقافية التى تعزز التفاعل المباشر بين الأفراد وتساهم فى بناء علاقات صحية ومستدامة.

– ولا يمكننا أن نغفل دور السياسات العامة فى هذا السياق؛ حيث ينبغي على الحكومات والمؤسسات المعنية وضع ضوابط لتنظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال حملات توعوية واسعة النطاق ووضع قيود على المحتوى الضار والتنمر الالكتروني وتوفير خدمات دعم نفسي للشباب المتأثرين سلبًا بهذه الوسائل.

فى النهاية علينا جميعًا أن ندرك أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست سوى جزء من حياتنا وليست الحياة كلها، تحقيق التوازن بين العالم الرقمي والحياة الواقعية هو المفتاح للحفاظ على صحتنا النفسية وهذا يتطلب وعيًا وجهودًا من جميع الأفراد والأسر والمؤسسات والمجتمع ككل.

 

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock