كتب: محمد نجيب
قد أولى الإسلام اهتمامًا بالغًا بالعلم والتعلم والتعليم، وجعلهما ركنًا أساسيًا لبناء الفرد والمجتمع؛ فالعلم نور يهدي إلى الحق، وهو أيضًا المصباح الذي ينير العقول ليخرجها من ظلمات الجهل إلى نور الوعي، والتعليم سلاح يقوي الأمم ويرفع شأنها.
وفي هذا المقال، سنتناول أهمية الاستثمار في التعليم من منظور إسلامي، وكيف يمكن أن يكون هذا الاستثمار ركيزة أساسية لبناء الأمم وتقدمها.
أهمية التعليم في الإسلام
• حث القرآن الكريم على طلب العلم والتعلم، وجعله نورًا يهدي إلى الصراط المستقيم.
قال تعالى: “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب”.
• كما جعل الله تعالى الخشية منه مقرونة بالعلم؛ فقال: “إنما يخشى الله من عباده العلماء”.
• ورفَع الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأوتوا العلم درجات، كما جاء في سورة المجادلة: “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير”.
• أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية العلم والتعلم، وحث على طلبه من المهد إلى اللحد، فقال: “من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة”.
• يعتبر التعليم ركنًا أساسيًا لبناء مجتمع قوي ومتماسك، قادر على مواجهة التحديات والابتكار؛ فالعلم يولد الوعي، والوعي يقود إلى التغيير الإيجابي.
الاستثمار في التعليم واجب ديني واجتماعي
• على الفرد أن يسعى جاهدًا لطلب العلم ونشره؛ امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
• وعلى المجتمع أن يوفر البيئة المناسبة للتعلم وأن يستثمر فيه بكل الوسائل المتاحة.
• وعلى الدولة أن تضع التعليم على رأس أولوياتها وأن توفر الموارد اللازمة لتطوير المنظومة التعليمية.
أوجه الاستثمار في التعليم
• البنية التحتية:
بناء المدارس والمعاهد والجامعات وتجهيزها بأحدث الوسائل التعليمية.
• الموارد البشرية:
تأهيل الكوادر التعليمية وتوفير الحوافز لهم لجذب الكفاءات والخبرات.
• المناهج الدراسية:
تطوير المناهج الدراسية لتواكب التطورات العلمية والتكنولوجية، مع الاهتمام بالقيم الإسلامية والأخلاقية.
• التعليم المستمر:
تشجيع التعليم المستمر والتدريب المهني لتطوير مهارات الأفراد وزيادة إنتاجيتهم.
• التعليم الإلكتروني:
الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتقديم التعليم عن بعد وزيادة فرص التعلم للجميع.
فوائد الاستثمار في التعليم
• تنمية الموارد البشرية:
الاستثمار في التعليم يؤدي إلى تنمية الموارد البشرية وهي أهم موارد لأي أمة.
• الارتقاء بالمجتمع:
يساهم التعليم في الارتقاء بالمجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
• تعزيز التنافسية:
الدول التي تستثمر في التعليم تكون أكثر قدرة على المنافسة في الاقتصاد العالمي.
• حل المشكلات:
التعليم يساهم في حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية ويحسن مستوى المعيشة.
التحديات التي تواجه الاستثمار في التعليم
• نقص الموارد المالية:
تواجه العديد من الدول نقصًا في الموارد المالية اللازمة لتطوير قطاع التعليم.
• كثافة الفصول الدراسية:
تعاني بعض المدارس من كثافة الفصول الدراسية؛ مما يؤثر على جودة التعليم.
• نقص الكوادر المؤهلة:
تعاني بعض الدول من نقص في الكوادر التعليمية المؤهلة.
• التفاوت في الفرص التعليمية:
لا تتساوى الفرص التعليمية بين جميع أفراد المجتمع.
تعرف أيضًا على: التوابع الكارثية للتحول الجذري للتدين الشعبي فى مصر
فى النهاية يجب على الجميع إدراك أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل، وهو واجب ديني ووطني.
وعلى الجميع، أفرادًا ومؤسسات ودولًا، أن يتكاتفوا لبناء مجتمعات متعلمة قادرة على مواجهة تحديات العصر؛ فالعلم نور يضيء الدروب، والتعليم سلاح يقهر الجهل والتخلف.
تابعنا أيضًا على: