الإهمال الأسري والعواقب الناجمة عنه
كتبت :- حنين طارق
إن مرحلة الطفولة هي المرحلة الأساسية التي يتشكل فيها الإنسان، تتكون فيها شخصيته واتجاهاته، يكون كالأسفنجة التي تمتص الماء فيمتص كل شيء حوله ليكونه ويصبح جزءًا لا يتجزأ منه، لذا ففي تلك المرحلة يحتاج الطفل لعناية مدروسة وصحية وسوية، لأنه إن لم تُلبى إحتياجاته النفسية منذ الصغر وتظل غير مُشبعة سيكبر ذلك الطفل غير مُشبع الاحتياجات يبحث عنها ويطرق أبواب الناس بحثًا عن حنان، أو يأخذها عنوة بطرق غير صحية ويُصبح نسخة أسوأ من نفسه بسبب مرحلة طفولته.
تُعرف القوانين في الولايات المتحدة الأمريكية أن إهمال الطفل يعد فشل أحد الوالدين في توفير الاحتياجات الأساسية للطفل من مأكل وملبس أو رعاية طبية ونفسية، مما ينجم عنه وضع الطفل في حالة مهددة بالخطر النفسي والمادي والاجتماعي وحتى الطبي، فبعض الأباء والأمهات قد يُأجلوا العلاج الطبي لطفلهم لعدة مبررات لا أساس لها من الصحة.
تعرف أيضاً علي – أهم 20 نصيحة لمرحلة العشرينيات
على الجانب الآخر هناك من ينشغل عن طفله بحجة أنه يحضر المال وتلك وظيفته العملية فقط، وتظهر المقولة الشهيرة “أنا عليا أجيب الفلوس وإنتِ عليكِ البيت والعيال”، فيكبر الطفل وهو في حالة نقص من الحنان الأبوي، تصورت له منذ الصغر أن الأبوة تعني المصروف فقط، لم يفهم حقيقة ما وراء كلمة “أبي”، حتى وإن تزوج وأنجب أطفالًا قد يعاملهم بنفس المعاملة التي قاساها وهو صغير!، وذلك لأن عقله لم يخزن مفهومًا آخر للأبوة غير ذلك.
أو عن الأب والأم اللذان يقررا العمل، فيتركا الطفل تحت الرعاية مع مربية أطفال، فننظر للأم نجدها لا تعرف عن إبنها نصف المعلومات التي تعرفها المربية حتى، فيكبر الطفل وهو يعاني من نقص بالإحساس الأسري، ويتأثر كثيرًا إن قرر أحد الوالدين التخلي عن تلك المربية لأنه قد يعتبرها جزءًا منه ويرتبط بها بشكل كبير.
لذا من أهم القرارات التي يجب أن تُدرس جيدًا قبل الزواج هي “إنجاب الأطفال”،…
- تسائل هل ستقدر على إشباع احتياجاته النفسية والجسدية والمادية؟
- هل ستحاول فهم إحتياجاته من الأساس؟
- هل ستتركه يكبر هائمًا متسولًا للمشاعر من الجميع؟
- هل ستدرك خطورة أن يكبر الطفل بنقصٍ من مكان أمانه الأول في العالم – أهله -؟
جميعها أسئلة تحتاج منك الإجابة أولًا قبل إتخاذ قرار وجود إنسان جديد بالحياة جميع مسؤولياته أنت كفيل بها.
وفي الحقيقة إن تخلينا عن مفهوم “العيل بييجي برزقه” ودرسنا بشكل منطقي كيف سنربي ذلك الطفل ونوفرله احتياجاته من جميع الجوانب لم يكن ليصبح حولنا هذا الكم من الأطفال الغير سوية، من المؤكد أن الرزق بيد الله حتمًا لا جدال، ولكن الله أوصانا أن نأخذ بالأسباب.
لذا – هل ترى نفسك جدير بمسئولية إنجاب طفل؟