اثر القرآن والرقية الشرعية في علاج الجسد والنفس
كتبت :- مريم خميس عبد الهادي
قال الله تعالى في القرآن في سورة الإسراء آية ٨٢ ” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا “
وقال أيضاً في سورة يونس آية ٥٧ ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ “
ويتبين لنا من كلام الله عز وجل أن في القرآن الشفاء لكل ما تضيق بيه الصدور و امراض الأجساد و ادواء الدنيا والآخرة.
فلا يوجد داء في القلب أو الجسد وليس له سبب في القرآن وكيفيه علاجه .
ومن التداوي بالقرآن العظيم ما ورد في الصحيحين من حديث أبي سعد الخدري رضي الله عنه ، عن التدواي بسورة الفاتحه من لدغه العقرب قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم في سفره سافروها .. حتي نزلوا علي حي من أحياء العرب .. فاستضافوهم .. فأبو أن يضيفوهم فلدغ سيد هذا الحي … فجربوا معالجته ولكن كان لا ينفع معه شي .
فقالوا بعض منهم : لو اتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلا يكون عندهم شيء .. فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط أن سيدنا لدغ وسعينا بكل شي ولا ينفعه شي … فهل عند احد منكم شي ؟
فقال أحدهم نعم والله أني لأرقي .. وانطلق يتفل عليه ويقرأ ” الحمد لله رب العالمين ” فكأنما أنشط من عقال .. وانطلق يمشي .
وفاتحه الكتاب لايوجد في القرآن سورة مثلها فقد شملت علي توحيد الربوبية … وتوحيد الألوهية والافتقار الي الله عز وجل وطلب العون والهداية
وافضل الدعاء وانفعه وقيل إنه موضع رقيه هو ” اياك نعبد واياك نستعين” فجمعت تلك الآية من عموم التفويض والافتقار والطلب واللجوء لله عز وجل والتوكل اليه في كل الأمور..
ومن العلاج بالقرآن أيضا ما قاله ابن أبي شيبة في مسندة من حديث عبد الله بن مسعود قال: بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إذ سجد فلدغه عقرب في أصبعه فانصرف الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: ” لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره “
ثم دعا بأناء فيه ماء وملح فوضع موضع اللدغه في الماء والملح وقرأ ” قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ” والمعوذتين حتي هدئت .
ففي سورة الإخلاص كمال التوحيد وإثبات الواحدنية لله ونفي الشرك عنه وفي المعوذتين الاستعاذة بالله من كل سوء لأنها شملت الاستعاذة من كل شر سوء في الجسد أو الروح .
وسورة الناس قد ضمت الاستعاذة من شياطين الإنس والجن وقد أوصي النبي عليه السلام بقرائتها دبر كل صلاة وفي اذكار الصباح والمساء للوقاية من كل سوء وشر .
كما كان النبي صلي الله عليه وسلم يقرأها إذا أوي الي فراشه للنوم كل ليله جمع كفية ثم نفث فيهما فيقرأ فيهم ” قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ” و “قُل أَعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ” و ” قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ” .
ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ويبدأ برأسه ووجهه ثم ما أقبل إليه من جسده “ثلاث مرات ” .
ما هي الرقية الشرعية؟
للرقية الشرعية دور كبير في الشفاء من الأمراض … وتكون باللجوء الي الله بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويجوز للمريض نفسه أو لأهله المقربين فعلها وليست مقتصرة علي أشخاص معينه .
ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلي الله عليه وسلم ما رواه مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص
أنه شكي الي الرسول صلي الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أن أسلم.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ضع يدك علي الذي تألم من جسدك وقل ” بسم الله” ثلاث مرات .
وقل: ” أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد واحاذر ” سبع مرات .
فيوجد بها العلاج بذكر الله والتفويض إليه والاستعاذة بعزته وقدرته من شر الآلام .
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله .. ويمسح عليه بيده اليمني ويقول : ” اللهم رب الناس ، اذهب البأس ، واشف وانت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً ” .
ففي هذه الرقية توسل الي الله بكمال ربوبيته بالشفاء وأنه وحده الشافي والمعافي .
وارشدنا الرسول صلي الله عليه وسلم الي الدعاء للمريض وقت زيارته بقول ” اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك “
فعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ” ما من عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضره أجله ، فيقول سبع مرات “اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك إلا عوفي “.
والعلاج من الهم والحزن أرشدنا الله سبحانه وتعالى الي قول ” إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ “
وذلك في قوله تعالي في سورة البقرة آية ١٥٦ ” الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ” .
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبة مصيبة فيقول ” إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها ” … إلا أجره الله في مصيبتة ،وأخلف له خيراً منها.
قالت فلما توفي ابو سلمة قلت كما أمرني رسول الله فأخلف الله لي خيراً منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه الكلمات لها أثر كبير في علاج الحزن والهم وانفعاها له في عاجلته وآجلته .
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب ” لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم … لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض .. رب العرش الكريم .
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتد وصعب عليه أمر قال : ” يا حي يا قيوم برحمتك استغيث ” .
وعن أبي بكرة أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب ” اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا انت ” .
وفي علاج الأرق
قال: النبي صلى الله عليه وسلم عندما شكي له شخص أنه لا ينام في الليل فقال إذا اؤيت الي فراشك فقل ” اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جاراً من شر خلقك جميعاً أن يفرط علي أحد منهم أو يبغي علي … عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك ، ولا إله إلا أنت “.
وروي الترمذي لعلاج الفزع والخوف عن عمرو بن شعيب .. عن أبيه عن جده ،أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إذا فرع أحدكم من النوم فليقل ” اعوذ بكلمات الله التامات من غصبه وعقابه و شر عباده ومن همزات الشياطين واعوذ بك رب إن يحضرون فأنها لن تضره ” .
تعرف ايضا علي- اضطراب الهلع اعراضه وعلاجه
وفي الوقاية
نجد الكثير من الأدعية التي وصي بها رسول الله صلي الله عليه وسلم .
١. قراءة آية الكرسي مرة واحده صباحاً ومساءً … في تحرس قرائها المسلم من الشياطين .
٢. قرائه الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة … فهما كافيتان قارئه من كل شيء .
٣. المعوذتان يحفظان باذن الله من الجان وعين الناس .
٤. الإكثار من قول ” لا حول ولا قوه الا بالله” فهما دواء وشفاء لكل الأمراض أيسرها الهم .
٥. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء ليله : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ” ثلاث مرات لم يضره شيء .
٦. قول ” اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ” ثلاث مرات في المساء ولمن نزل منزلاً ، فأنها حامية باذن الله من سم العقرب وتحصين من شر الدواب والهوام الضارة .
