إنسان العصر الحديث
كتبت: أسماء أشرف
أصبحت اليوم كل الأشياء فى تطور مستمر..تطور قد يكون الأسوأ لكن ما يهم بالنسبة للكثيرين إنه تطور؛ فأصبحنا نغير فى المسميات بالرغم من إنها تعطى نفس المعني على الأغلب ولكن كما يقولون إن التغيير مطلوب من باب التطور، وبإتباع هذه المقولة تطور الإنسان أيضاً فأصبح اليوم بهيئته ومظهره يليق بأن يكون إنسان معاصر.
يليق به اللقب كثيراً فهو متماشي مع عصر أصبح به كل شيء مباح..عصر اللامحظورات فلا مانع إذاً إن تم تسليع الإنسان وجعله سلعة تساوى ما يستطيع إقتناءه؛ فاليوم أصبحت قيمة الإنسان بما يملكه من ثروة وما يستطيع شراءه من عِقارات..اليوم إختلف مفهوم الإنسانية تماماً؛ فإنسان العصر الحديث هو أقرب إن صح القول للإنسان الألي المبرمج على ما يجب قوله وفعله وما هو لا .. إنسان العصر الحديث أصبح سلعة أقرب من كونه إنساناً.
تعرف أيضاً على – التكنولوجيا وأثارها
ومن هنا يأتي التساؤل .. ما الذى دفعنا لأن نكون مجرد سلعة تحمل اللقب البشري..؟
وفى الحقيقة لا توجد إجابة محددة لمثل هذا التساؤل ولكن يمكنني القول أن ما يمر به المجتمع وما يعانيه الأفراد من نفاق مجتمعي وتظاهر لأجل التظاهر فقط لا غير، وتقمص شخصيات وأدوار ليست لنا من الأساس وغيرهم من مظاهر العصر الحديث التى تندرج تحت بند النفاق والخديعة لا أكثر..كل هذا كفيل بأن يضعنا نحن البشر فى إطُر ثابتة وقوالب مجتمعية جامدة..كفيل بأن يسلبنا أسمى معاني الإنسانية المتمثلة فى الصدق والشعور..كفيل ما يحتويه المجتمع اليوم بأن يجعل الإنسان مجرد سلعة تسمى بإنسان العصر الحديث.
ولكن ما يمكنني قوله والنصح به هو ألا ننجرف..ألا ننجرف وراء كل من يدعوا لأن يتم تسليع البشر .. ألا ننجرف لمجرد تُراهات خَرِفة تفرضها علينا مجتمعات لا تمت لنا بصلة، علينا وبالرغم من كثرة المغريات ألا ننجرف وأن نتبع فطرتنا السليمة..علينا بإتباع إنسانيتنا فقط لا غير لكي نصل لما تُعنيه كلمة إنسان.
