كتبت: حنين طارق
إن للفن يد تزين المجتمع وتصبغه بصبغةٍ ولمسة ساحرة، لم يكن الفن أبدًا مجرد أداة محدودة، بل كان ولا يزال بمثابة لغة تواصل بين مختلف الشعوب ومختلف الثقافات، وليس كأي تواصل بل تواصل روحي إنساني عريق.
وهناك العديد والعديد من الطرق التى تتوظف فيها الفنون لتعزيز وتقوية مبدأ التعايش السلمي ما بين مختلف الثقافات والشعوب، مثل:
– كسر الفنون لحاجز اللغة، بحيث يمكن للفن بمختلف ألوانه التعبير عن المعتقدات والأفكار والمشاعر بدون الحاجة لصياغة كلمات لفظية، بل على العكس من الممكن أن يكون الأداء الغير لفظي أكثر تأثيرًا وعمقًا من الكلمات، فنظرة عين بحسرة، أو رؤية لوحة تعبر عمَ يشعر به المرء، تجعله يشعر بأنه ليس وحده.
– تعمل الفنون أيضًا بمختلف أنواعها على تقوية التواصل بين الشعوب، بحيث يمكن وأنت فى مصر أن تشاهد أعمال تشكيلية فنية فرنسية – على سبيل الافتراض -، لذا فهي تكسر حاجز التواصل أيضًا، ولا تكون فى هذه الحالة الحدود بين الدول عائق يمنع من تواصلها.
– تساعد الفنون على الترويج لقيم عدة تساعد على تعزيز التعايش السلمي، وذلك مثل التسامح والتعاون والسلام والمساواة.. أي إنها تعمل على تركيز القيم الأخلاقية من خلال عرضها بأكثر من شكل سواء أكان فى السينما أو الدراما أو الفنون التشكيلية واللوحات.
تعرف أيضا علي…اشهر ١٠ لوحات حول العالم
وتصنف الفنون مثل السينما والرسوم البصرية والمسرح والأدب، كأدوات تخلق تواصل كبير بين الشعوب والثقافات، فمن خلال السينما المصرية تستطيع تصوير الواقع المصري، وإن لم يكن تصوير مطابق للواقع فعلى الأقل تصوير مشابه له.
بالإضافة إلى أن الرسوم البصرية تستخدم لشرح ما يمكن أن يُشرح ولكن بلا كلمات، أن تقرأ مشاعرك بلا نطق حروف، كمان أن المسرح يعتبر وسيلة لعرض بعض القضايا والشئون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فى سياق درامي ممتع وشيق، وهناك عدة مسرحيات تعتبر كأدلة شاهدة على ذلك.
كما أن الفنون بمختلف أنواعها تعمل على إثراء الحياة، من ناحية أنها قد تكون وسيلة للتسلية والترفيه والتخفيف من التوتر ومن أعباء الحياة بعض الشيء، وتعمل على تشجييع المشاركة المجتمعية بحيث تحفز الناس على المشاركة فى الأنشطة المجتمعية، وتحفز الشعور بالإنتماء، كما أنها تساهم بخلق الوعي بالقضايا الاجتماعية والبيئية وتعتبر أداة تساهم فى التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى أن الفنون تكسر قيود الصور النمطية بين الأفراد، فمن خلال التعرض لأعمال فنية متنوعة، نُدرك مدى تعقيد الثقافات وتنوعها، ونُصبح أكثر انفتاحًا على قبول الإختلاف واحترامه.
كما أننا من خلال المناقشات حول الأعمال الفنية، نُصبح قادرين على التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا بطريقة إبداعية، ونُشارك في حلّ المشكلات وبناء مجتمعات أكثر سلامًا وعدلًا.
لذا فإن الفنون من أهم وأقوى أدوات تعزيز التعايش السلمي، وهى تكمل جزء كبير جدًا من مفهومه، وركيزة أساسية من ركائزه.